175

وهذا لا ارتباط له بكونه : متكلما او غير متكلم ، بعد كونه عالما حكيما.

وان يشكل باشكال آخر ، وهو : ان الطريق المهم لاثبات نبوة الأنبياء ، ومعرفة هوياتهم ، هو القرآن الكريم ، فكيف يستدل بأقوالهم على اثبات التكلم لله ، من قوله تعالى في القرآن : ( وكلم الله موسى تكليما ) ونظيره وهو (دور)؟!

ويدفع هذا الاشكال : بان ما ذكر غير لازم ، لامكان الاستدلال على النبوة بغير القرآن من المعجزات ، فلا يكون القرآن وحده هو المدرك لاثبات نبوة النبي ، او يستدل بالقرآن على نبوة النبي ، لكن لا من حيث انه كلام ، حتى يرد الاشكال المزبور ، بل من حيث انه معجز.

ولا شك في تغاير المعجزين ، كونه معجزا من جهة كلامية ، ومعجزا من جهة ما احتوى عليه : من دقائق المعاني ، ورصانة المباني ، وعظمة المحتويات ، وجلالة المضامين ، وما اشبه ذلك. انتهى كلامه سلمه الله تعالى.

ولكن ، لا يذهب عليك ان مال آخر كلامه ، الى انكار كون اعجاز القرآن لفصاحته وبلاغته ، وهو خلاف ما عليه المحققون ، فتدبر جيدا ولا تقلد.

(فيكون) علم البلاغة وتوابعها : (من أجل العلوم ، لكون معلومه) وهو : كون القرآن معجزا (من اجل المعلومات).

(وغايته) وهو : تصديق النبي (ص)، او الفوز بالسعادات ، (من أشرف الغايات ، وجلالة العلم بجلالة المعلوم وغايته).

وبذلك : وجهنا عبارة السكاكي ، الدال على كون هذا العلم ، اجل

Bogga 177