159

واختلف في اسميتها ، وكذلك في ابتدائيتها ، بعد القول باسميتها.

قال ابن هشام : (مهما) اسم لعود الضمير اليها ، في قوله تعالى : ( مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها ).

وقال الزمخشري وغيره : عاد عليه ضمير (به) وضمير (بها) حملا على اللفظ وعلى المعنى ، انتهى.

والاولى : ان يعود ضمير (بها) على الآية ، وزعم السهيلى انها تأتي حرفا بدليل قوله :

ومهما تكن عند امرء من خليقة

وان خالها تخفى على الناس تعلم

قال : فهي حرف بمنزلة (ان) بدليل : انها لا محل لها ، وتبعها ابن يسعون ، واستدل بقوله :

قد اوبيت كل ماء فهى ضاربة

مهما تصب افقا من بارق تشم

قال : اذ لا تكون مبتدءا ، لعدم رابط من الخبر ، وهو فعل الشرط ولا مفعولا ، لاستيفاء فعل الشرط مفعوله ، ولا سبيل الى غيرهما ، فتعين انها لا موضع لها.

والجواب : انها في الأول : اما خبر (تكن)، و (خليقة) اسمها و (من) زائدة ، لأن الشرط غير موجب عند ابي علي.

واما مبتدأ ، واسم (تكن) ضمير راجع اليها ، والظرف خبر ، و (انت) ضميرها ، لأنها الخليقة في المعنى.

ومثله : ما جاءت حاجتك ، فيمن نصب حاجتك ، ومن خليقة تفسير للضمير ، كقوله :

لما نسجتها من جنوب وشمأل

وفي الثاني : مفعول تصب ، وافقا ظرف ، ومن بارق تفسير لهما ،

Bogga 161