157

الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا »

كما ان في قوله : (وصحابته الأخيار) التلميح لقوله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) بناء على ان الخطاب خطاب مشافهة لا يشمل المعدومين في زمن الخطاب ، كما ذكرنا سابقا ، ولقوله (ص): خيركم قرني.

وقد تبين بما قلناه : من التلميح للآيتين والحديث ، وجه تخصيص (الآل) بالوصف بالأطهار ، وتخصيص (الأصحاب) بالوصف بالاخيار.

وهو (جمع خير بالتشديد) صفة مشبهة ، لا بالتخفيف ، لما في القاموس : من ان المخففة في الجمال والميم والمشدد في الدين والصلاح.

وقريب من ذلك : ما في (المصباح) قال : وامرأة خيرة بالتشديد والتخفيف اي : فاضلة في الجمال والخلق ، ورجل خير بالتشديد اي : ذو خير ، وقوم اخيار ، قيل : انما قيد (بالتشديد) احترازا عن (خير) المخفف من اخير ، فانه لا يثنى ولا يجمع في مثل المقام ، كما ثبت في النحو هذا الكلام ، فتأمل جيدا.

(اما بعد) هذا اللفظ ايضا يسمى عندهم (فصل الخطاب) قال الشارح في علم البديع ، فى أواخر بحث حسن التخلص : قيل : هو اي : قولهم بعد حمد الله : اما بعد ، فصل الخطاب قال ابن الأثير : والذي اجمع عليه المحققون من علماء البيان ، ان (فصل الخطاب) هو : (اما بعد) لأن المتكلم يفتتح كلامه في كل أمر ذي شأن ، بذكر الله تعالى وبتحميده ، فاذا أراد ان يخرج منه الى الغرض المسوق اليه ، فصل بينه وبين ذكر الله بقوله : اما بعد ، انتهى.

Bogga 159