133

امة ذات خطر : في معارفها ، وذات عظمة : في تاريخها ، وذلت سمو في عاداتها.

ومن نظر في تاريخ الاسلام وسير تراجم اصحاب النبي (ص) المستشهدين بين يديه ، ظهرت له عظمة القرآن : في بليغ هوايته ، وكبير اثره ، فانه هو الذي أخرجهم من حضيض الجاهلية الى أعلى مراتب العلم والكمال وجعلهم يتفانون في سبيل الدين واحياء الشريعة ، ولا يعباون بما تركوا من مال وولدوا زواج.

وان كلمة المقداد لرسول (ص) كما في تاريخ الطبري ، في غزوة بدر حين شاور المسلمين في الخروج الى بدر ، شاهد عدل على ما قلنا ، حيث قال : يا رسول الله امض الى ما امرك الله ، فنحن معك ، ولا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى بن عمران : ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون ، فو الذى بعثك بالحق ، لو سرت بنا الى برك الغماد يعنى : مدينة الحبشة لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.

فقال له رسول الله (ص) خيرا ، ودعا له بخير.

هذا واحد من رجال المسلمين ، يعرب عن عقيدته وعزمه وتفانيه في احياء الحق واماتة الشرك ، وكان الكثير منهم على هذه العقيدة متدرعين بالاخلاص.

ثم ذكر سلمه الله في المقام حكاية وهذا نصه :

قد جرت محادثة بيني وبين حبر من أحبار اليهود ، تتصل بهذا الموضوع ، قلت له :

Bogga 135