95

Aasaasaha Masar Casriga

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Noocyada

70

وبديهي أن الدول الأجنبية، وخاصة فرنسا وروسيا، لم تكن مرتاحة إلى هذا الانقلاب الذي طرأ على عدن؛ لأنه لم يكن ينتظر أن يؤدي إلا إلى ترسيخ مركز الإنجليز في الشرق وتوطيده.

ولما كتب كامبل يقول: «إنني على يقين بأن فرنسا وروسيا قد أفهمتا محمد علي، ولن تفتآ تفهمانه بآراء خاطئة عن وجهة نظرنا في امتلاك عدن.»

71

على أن محمد علي مهما كان شعوره الداخلي حيال تقدم النفوذ الإنجليزي؛ فإنه اجتنب الاحتجاج وقصر نفسه على التكلم برغباته وآماله؛ فعندما نمى إليه أن حكومات ولايات الهند قررت إرجاء العمل إلى أن تصلها تعليمات صريحة من ولاة الأمور في لندن، لاحظ محمد علي «بأنه يؤمل أن تقتنع الحكومة الهندية بأن عدن جزء لا يتجزأ من اليمن ... وأنه يرجو أن لا تتشكك حكومة الهند في مبلغ ارتياحه إلى إنشاء مستودع للفحم في عدن وحدها، بل في كافة ممتلكاته الأخرى.»

72

ولعل أقرب عبارة للهجة الاحتجاج الرسمي قوله: «إنه مما يتنافى مع المعقول أن نوافقه على إرسال تجريدة إلى اليمن، ثم نأتي بعد ذلك فنستولي على إحدى موانيها.»

73

ولكن مثل هذه الأقوال لم يكن من شأنها تهدئة ثائرة بالمرستون، فأمسك القلم غاضبا ووضع خطا غليظا تحت الضمير في إشارة محمد علي إلى أملاكه، كما لو كان الضمير في نفسه بمثابة خيانة ضد ميول محمد علي صديق بريطانيا الصدوق. أما فيما يختص بموافقتنا على إرسال تجريدة إلى اليمن، فقد أجاب بالمرستون صراحة بأننا لم نبد معارضة في إرسال محمد علي تجريدة لكبح جماح جنوده الثائرين، ولكن التجريدة كانت أرسلت قبل وصول موافقتنا على إرسالها بزمن طويل،

74

Bog aan la aqoon