94

Aasaasaha Masar Casriga

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Noocyada

وبمقتضاها سمح أوكلند لحكومة بمباي في الشروع في العمل،

66

فأرسل هينز من فوره إلى عدن، وهو يحمل في جيبه مشروع معاهدة وبصحبته حرس مركب من ثلاثين من سكان بمباي الأجانب؛ وذلك خشية من أن يكر محمد علي على عدن ويستولي عليها، بينما كانت الأوامر قد صدرت بإعداد قوة عسكرية أكثر عددا وأوفر عددا.

67

ووصل هينز إلى عدن في 24 أكتوبر، وهنا لا بد أن يلاحظ كل من له أقل إلمام بشئون الشرق أن قلة عدد رجاله شجعت ابن السلطان على أن يلح على أبيه بألا يرضخ للاقتراحات الإنجليزية. وقد نجحت مساعيه في هذا الصدد، وبعد أن كانت الأوامر صدرت بالتخلي عن البضائع المسروقة من الباخرة «درايا دوله» واختزانها، تقرر عدم السماح بنقلها، ثم مرت أيام دفع الغرور العرب فيها إلى إطلاق النار على السفن الإنجليزية؛ فانسحب هينز إلى إحدى الجزر الصغيرة في انتظار وصول الإمدادات، وقد وصلت هذه في 16 يناير، ولم ينقض يومان حتى استولى على المدينة عنوة.

وأما السير تشارلس ملكولم، فبعد أن كان قد اقترح بصفته مفتشا عاما لقوة بمباي البحرية الحصول على امتيازات من السلطان ... بدلا من أخذ تصريح بإنشاء مستودع للفحم يظل تحت إدارة أحد شيوخ العشائر الطامعين المذبذبين؛ فإنه أصبح الآن مغتبطا بسير الحوادث، حتى إنه كتب يقول: «إن ميناء عدن وخليجها الذي يطل على الجهة الجنوبية فقط يفوقان كل تصوراتي، وأحسب أنه كان يستحيل الوصول إلى شيء أحسن من هذا يفي بكافة مطالبنا ...»

68

وليس من شك في أن هذا الاحتلال الإنجليزي لثغر عدن جاء مخيبا لآمال محمد علي، بل لعله كان أكثر إيلاما له من إصرارنا على انسحابه من الخليج الفارسي، فلقد قلب ظهرا لبطن كافة مشروعاته التجارية والسياسية؛ فلقد كان المأمول - وإن كان ذلك الأمل لم يتحقق - أن تتحول تجارة البن كلها من مخا إلى عدن،

69

وبذا يفقد نائب السلطان امتيازا له قيمته الكبيرة، وقد شكا القائد المصري من نقص الرسوم الجمركية في مخا،

Bog aan la aqoon