140

Muallafat Ibn Cabd Wahhab

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

Tifaftire

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

Daabacaha

جامعة الإمام محمد بن سعود

Goobta Daabacaadda

الرياض

فقد قال الله تعالى

﴿والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد

وذلك أن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ليبين للناس الحق من الباطل وبين صلى الله عليه وسلم للناس جميع مايحتاجون إليه في أمر دينهم بيانا تاما وما مات صلى الله عليه وسلم حتى ترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها فإذا عرفت ذلك فهؤلاء الشياطين من مردة الإنس يحاجون في الله من بعد ما استجيب له إذا رأوا من يعلم الناس ما أمرهم به محمد صلى الله عليه وسلم من شهادة أن لا إله إلا الله وما نهاهم عنه مثل الإعتقاد في المخلوقين الصالحين وغيرهم قاموا يجادلون ويلبسون على الناس ويقولون كيف تكفرون المسلمين كيف تسبون الأموات آل فلان أهل ضيف آل فلان أهل كذا وكذا ومرادهم بهذا لئلا يتبين معنى لا إله إلا الله ويتبين أن الإعتقاد في الصالحين النفع والضر ودعاءهم كفر ينقل عن الملة فيقولون الناس لهم إلنكم قبل ذلك جهال لأي شيء لم تأمرونا بهذا وأنا أخبركم عن نفسي والله الذي لا إله إلا هو لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معني لا إله إلا الله ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخبر الذي من الله به وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت أو زعم عن مشايخه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب وافترى وليس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه وشاهد هذا أن عبد اله بن عيسى ما نعرف في علماء نجد ولا علماء العارض ولا غيره أحل منه وهذا كلامه واصل إليكم إن شاء الله فاتقوا الله عباد الله ولا تكبروا على ربكم ولا نبيكم واحمدوه سبحانه الذي من عليكم ويسر لكم من يعرفكم بدين نبيكم صلى الله عليه وسلم ولا تكونوا من الذين بدلوا نعمه الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار إذا عرفتم ذلك فاعلوا أن قول الرجل لا إله إلا الله نفي وإثبات إثبات الألوهية كلها لله وحده ونفيها عن الأنبياء والصالحين وغيرهم وليس معنى الألوهية أنه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر ولا يحيي ولا يميت إلا الله فإن الكفار الذين قاتلهم رسول الله يقرون بهذا كما قال تعالى

﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون

فتفكروا عباد الله فيما ذكر الله عن الكفار أنهم يقولون بهذا كله لله وحده لا شريك له وإنما كان شركهم أنهم يدعون الأنبياء والصالحين ويندبونهم وينذرون لهم ويتوكلون عليهم يريدون منهم أنهم يقربونهم إلى الله كما ذكر الله عنهم ذلك في قوله تعالى

﴿والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى

إذا عرفتم ذلك فهؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم من أهل الخرج وغيرهم مشهورون عند الخاص والعام بذلك وأنخ يرشحون له ويأمرون به الناس كلهم كفار مرتدون عن الإسلام ومن جادل عنهم أو أنكر على من كفرهم أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلا فلا يخرجهم إلى الكفر فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته ولا يصلي خلفه بل لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم كما قال تعالى

﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى

ومصداق هذا أنكم إذا رأيتم من يخالف هذا الكلام وينكره فلا يخلو إما أن يدعي أنه عارف فقولو له هذاالأمر العظيم لا يغفل عنه فبين لنا ما يصدقك من كلام العلماء إذا لم تعرف كلام الله ورسوله فإن زعم أن عنده دليلا فقولوا له يكتبه حتى نعرضه على أهل المعرفة ويتبين لنا أنك على الصواب ونتبعك فإن نبينا صلى اله عليه وسلم قد بين لنا الحق من الباطل وإن كان المجادل يقر بالجهل ولا يدعي المعرفة فيا عباد الله كيف ترضون بالأفعال والأقوال التي تغضب الله ورسوله وتخرجكم عن الإسلام إتباعا لرجل يقول إني عارف فإذا طالبتموه بالدليل عرفتم أنه لا علم عنده أو اتباعا لرجل جاهل وتعرضون عن طاعة ربكم وما بينه نبيكم صلى الله عليه وسلم وأهل العلم بعده واذكروا ما قص الله عليكم في كتابه لعلكم تعتبرون فقال

﴿ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون

وهؤلاء أهلكهم الله بالصيحة وأنتم الان إذا جاءكم من يخبركم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنكم فريقان تختصمون أفلا تخافون أن يصيبكم من العذاب ما أصابهم

Bogga 189