Masar iyo Ilbaxnimada Islaamka
مصر والحضارة الإسلامية
Noocyada
ومما نلاحظه في التاريخ الإسلامي عامة أنه وحد بين الأقاليم المختلفة في الشرق الأدنى وشمالي إفريقية، ونجح في تكون إمبراطورية كبيرة، ولكن تفككت أجزاؤها ثانية، وعادت هذه الأقاليم إلى استقلالها بفضل جهود أمراء قد يكونون غرباء عنها. ولا نكاد نرى في العالم الإسلامي أن إمارة صغيرة كانت نواة لدولة كبيرة نشأت بالاتساع، وغزو جيرانها، والاتحاد بغيرها كما كان سهل لا تيوم نواة للإمبراطورية الرومانية، وكما كانت دوقية براندنبرج الأصل في تكوين مملكة بروسيا، ثم الإمبراطورية الألمانية.
5
وأصبحت مصر في عصر الفاطميين عاصمة إمبراطورية شيعية كبيرة، على حين أن إيران لم يصبح المذهب الشيعي دين الدولة الرسمي فيها إلا بعد ذلك بنحو خمسة قرون. والحق أن دعوة القرامطة وحركتهم الثورية كانت في الشرق الأدنى إرهابية غير موفقة، ولكنها تمخضت في شمالي إفريقية عن نظام حكومي سليم على يد الفاطميين.
ولما انتقل الفاطميون إلى مصر أتيح لوادي النيل أن يكون مركزا من المراكز الثلاثة التي انقسم إليها العالم الإسلامي في ذلك الوقت، والتي كان على رأس كل منها خليفة من الأسرات الثلاثة الرئيسية في الإسلام: خليفة عباسي في بغداد، وخليفة فاطمي علوي في مصر، وخليفة أموي في الأندلس. ولم يعد لمصر استقلالها فحسب بل أصبحت ندا ومنافسا للخلافة العباسية نفسها.
ومما يستحق الذكر أن مصر لم تنقل عنوة إلى المذهب الشيعي على يد الفاطميين، فإن القائد جوهر أخذ على نفسه في العهد الذي نشره على المصريين يوم الفتح أن يترك لهم الحرية الدينية،
6
ولكن الفاطميين أقبلوا بعد ذلك على نشر دعوتهم في المساجد وبوساطة المكتبات ودور العلم وغيرها، وأصابوا في ذلك نجاحا كبيرا بدون أن يلجأوا إلى العنف، اللهم إلا في عهد الحاكم بأمر الله حين اضطر السنيون إلى دفع الجزية.
7
وشيد الفاطميون القاهرة التي ازدهرت، وأصبحت من أعظم مدن العالم في العصور الوسطى. وقد زارها الرحالة الفارسي ناصر خسرو سنة 439ه/1047م في عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وأبدع في وصف عمائرها وثروتها، وقال إنه لو أفاض في وصفها لما صدقه أحد من أهل إيران، وكان للفاطميين من الكنوز الفنية ما عقد المقريزي لوصفه الصفحات الطوال في كتابه «المواعظ والاعتبار»،
8
Bog aan la aqoon