325

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

ومنهم من قال: إذا كان يوم القيامة حملت ذنوب المسلمين على اليهود والنصارى وأعطوا طاعات الملائكة.

لنا: أن إثابة من لا يستحق تضمن تعظيم من لا يستحق التعظيم لما تقدم من أن الثواب لا يتميز عن العوض إلا بذلك وتعظم من لا يستحق التعظيم قبيح بالضرورة، ولهذا فإن العقلاء يستقبحون قيام الملك في وجه الرجل الدني الوضيع لما كان لا يستحق ذلك ويستقبحون تعظيم الأجانب كتعظيم الأبوين وتعظيم الأبوين كتعظيم الخالق جل ذكره.

ومن هنا: قبحت العبادة للأصنام من حيث كان تعظيم من لا يستحق.

وبعد، فلو حسن الثواب لا بعمل لقبح التكليف وصار عبثا.

وأما عقاب من لا يستحق فلأنه محض الظلم وكل ظلم قبيح إما أنه ظلم؛ فلأن الظلم هو الضرر الصادر عن عالم أو متمكن من العلم بصفته عاريا عن استحقاق وجلب نفع ودفع ضرر، والظن لهما وعن كونه كالواقع من جهة المضرور، وعن كونه كالواقع من جهته غير فاعل الضرر.

قلنا: الضرر جنس، وقلنا: الصادر عن عالم أو متمكن من العلم بصفته احترازا من الضرر الصادر من غير المكلفين والساهي والنائم، فإنه لا يوصف بأنه ظلم وإن وصف بالقبح.

قلنا: عاريا عن استحقاق احترازا من عقاب العصاة.

قلنا: وجلب نفع احترازا من تحمل مشاق الأسفار ونحوها طلبا للربح والرئاسة ويدخل فيه أنواع التاديبات والالطاف ونحو ذلك.

قلنا: دفع ضرر احترازا من الفصد والحجامة، قلنا: وعن الظن لهما؛ لأنه لا فرق في حسن إنزال الضرر بين العلم بجلب النفع ودفع الضرر وبين /218/ الظن لذلك ولا يكفي ظن الاستحقاق في حسن الضرر كما ستعرف.

قلنا: وعن كونه كالواقع من جهة المضرور احترازا من عدوان الظالم والسبع إذا عدا علينا فقتلناه دفعا عن أنفسنا، فالضرر كالواقع من جهة نفسه.

Bogga 331