Minhajul Caabidiin

Al-Ghazali d. 505 AH
184

Minhajul Caabidiin

منهاج العابدين

Noocyada

============================================================

فإن قلت : فهل يكون أحدهما أرجح وأكثر ذكرا بحال ؟

فاعلم: أن العبد إذا كان صحيحا قويا.. فالخوف أولى به، وإذا مرض وضعآف -لا سيما إذا أشرف على الاخرة - فالرجاء أولى، كذا سمعت العلماء يقولون.

قلت : وذلك لما روي أن الله تعالى يقول : " أنا عند المنكسرة قلوئهم من مخافتي "(1)، فيصير رجاؤه أولى في ذلك الوقت ؛ لانكسار قلبه وخوفه المتقدم زمان الصحة والقوة والإمكان ، ولذلك يقال لهم : لا تخافوا ولا تحزنوا .

فإن قلت : أليس قد جاءت الأخبار الكثيرة في حسن الظن بالله والترغيب في ذلك؟

فاعلم: آن من حسن الظن بالله تعالى الحذر من معصيته، والخوف من عقابه، والاجتهاد في خدمته.

وأعلم : أن ههنا أصلا أصيلا ونكتة عزيزة يغلط فيها الكثير من الناس، وهو أن الفرق بين الرجاء والأمنية : أن الرجاء يكون على أصلي ، والتمني لا يكون علي آصلي: مثاله : من زرع زرعا ، وأجتهد وجمع بيدرا ، ثم يقول : أرجو أن يحصل لي منه مئة قفيز. . فذلك منه رجاء، وآخر لا يزرع زرعا، ولا يعمل يوما عملا، فذهب ونام وأغفل سنته، فإذا جاء وقت البيادر.. يقول : أرجو أن يحصل لي مثة قفيز ، فيقال له : من أين لك هذا الرجاء؟ وإنما ذلك أمنية منه بلا أصلي .

فكذلك العبد إذا أجتهد في عبادة الله تعالى ، وآنتهىل عن معصية الله تعالى ؟

يقول : أرجو أن يتقبل الله هذذا اليسير ، ويتم هذا التقصير، ويعظم الثواب ، ويعفو عن الزلل ، وأحسن الظن. . فهاذا منه رجاء وأما إذا غفل وترك الطاعات، وأرتكب المعاصي، ولم يبال بسخط الله

Bogga 218