============================================================
لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه،......
(لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه)، أي مخلوقاته، وهذا لأنه تعالى واجب الوجود لذاته، وما سواه ممكن الوجود في حد ذاته؛ فواجب الوجود هو الصمد الغني الذي لا يفتقر إلى شيء ويحتاج كل ممكن إليه في إيجاده وامداده؛ قال الله تعالى : { والله الضني وأنشر الفقراء [محمد: 38] . فإذا اال وجوده عين ذاته وصفاته ليست عين ذاته (1) خلافا للفلاسفة، ولا غير ذاته كما تقول المعتزلة، ولا حادثة كما تقوله الكرامية(2)؛ بخلاف المخلوقين فإن صفاتهم غير ذاتهم عند الكل.
والحاصل أن الفلاسفة والمعتزلة نفوا الصفات احترازا عن تعدد القدماء، وكذا الأشاعرة(3) حيث ذهبوا إلى نفي غيريتها وعينيتها في تحقيق الأسماء.
(1) وجوده عين ذاته وصفاته ليست عين ذاته: لأن ذلك يعني عدمها في نفسها والعياذ بالله، ليست الصفات - غيره كصفات خلقه بحيث يجوز زوالها كما هو شأن خلقه، بل هي صفاته كذاته، جل جلاله ثابتة له من الأزل إلى الأبد، والله أعلم.
(2) حادثة كما تقوله الكرامية: قال الشهرستاني: ومن مذهبهم قيام الكثير من الحوادث بذات الله تعالى وزعموا آن في ذاته سبحانه حوادث كثيرة مثل الإخبار عن الأمور الماضية والاتية، والكتب المنزلة على الرسل عليهم الصلاة والسلام ال والقصص والوعد والوعيد والأحكام. وهم مجسمة، فقد نص محمد بن كرام على أن معبوده استقر على العرش استقرارا، وعلى أنه بجهة فوق ذاتا، وأطلق عليه اسم الجوهر... الخ. الملل والتحل للشهرستاني، هامش الفصل 11/4.
(3) الأشاعرة نفوا عينيتها وغيريتها، فلو قيل: إن صفات الله تعالى هي عين ذاته جل جلاله تعطلت ذات الله تعالى عن الصفات . ولو قيل إن الصفات غير الله تعالى*
Bogga 65