============================================================
نحسن الأشياء بالجمع بين كلام الأنبياء والحكماء، وكما يقوله كثير من المبتدعة من المتنسكة: إنما يريد الإحسان بالجمع بين الإيمان والإيقان، والتوفيق بين الشريعة والطريقة والحقيقة، ويدسون فيها دسائس مذاهبهم الباطلة، ومشاربهم العاطلة: من الحلول والاتحاد والاتصال والانفصال ال ودعوى الوجود المطلق، وأن الموجودات بأسرها عين الحق، ويتوهمون نهم في مقام الجمعية، والحال أنهم في حال التفرقة وضلال الزندقة، وكما يتفوه كثير من المتملكة والمتأمرة: إنما نريد الإحسان بالسياسة الحسنة البديعة، والتوفيق بينهما وبين الشريعة.
فكل من طلب أن يحكم في شيء من أمر الدين غير ما ثبت عن النبي الأمين صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ويظن أن ذلك مستحسن في باب اليقين، وأن ذلك جامع بين ما جاء به الرسول وبين ما يخالفه من المعقول، فله نصيب من ذلك، وحرام عليه الترقي إلى ما هنالك؛ إذ ما جاء به الرسول كاف شاف كامل، تبين فيه حكم كل حق وباطل.
قال الله تعالى: ولا تلبسوا الحق بالبتطل وتكثموا الحق وأنتم تعلمون) [البقرة: 42].
ال وهذه كانت طريقة السابقين الأولين، وهي طريقة التابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين وأكابر المفسرين وأعاظم المحدثين وعمدة الصوفية(1) (1) الصوفية: التصوف لب الشريعة وروحها وثمرتها وحكمتها، وقد قال فيه سيد الطائفة الامام الجنيد: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، ومن لم يحفظ القرآن ال ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر، والطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر رسول الله ، والصوفية: هم المتسوبون إلى التصوف الذي هو علم وحكمة وتبصرة وهداية وتربية وتهذيب، وعلاج ووقاية، وتقوى *
Bogga 42