============================================================
لو أوصى لعلماء بلده، لا يدخل المتكلمون، ولو أوصى إنسان أن يوقف من كتبه ما هو من كتب العلم، فأفتى السلف أنه يباع ما فيها من كتب الكلام). ذكر ذلك بمعناه في الفتاوى الظهيرية، وهو كلام مستحسن عند أرباب العقول، إذكيف يرام الوصول إلى علم الأصول بغير اتباع ما جاء به الرسول.
ولله در القائل في هذا المقول: ايها المغتدي لتطلب علما كل علم عبذ لعلم الرسول تطلب العلم كي تصحح أصلا كيف أغفلت علم أصل الأصول وقد قال شيخ مشايخنا الجلال السيوطي: (إنه يحرم علوم الفلسفة كالمنطق، لإجماع السلف وأكثر المفسرين المعتبرين من الخلف، وممن صروح بذلك ابن الصلاح والنووي وخلق لا يحصون، وقد جمعت في تحريمه كتابا نقلت فيه نصوص الأئمة في الحط عليه. وذكر الحافظ سراج الدين القزويتي من الحنفية في كتاب ألفه في تحريمه، أن الغزالي رجع إلى تحريمه بعد ثنائه عليه في أول "المنتقى"، وجزم السلفي من أصحابنا وابن رشد من المالكية، بأن المشتغل به لا تقبل روايته). انتهى.
ال وقد فصل الإمام حجة الإسلام في "إحياء العلوم" هذا المرام حيث قال: (فان قلت: فعلم الجدل والكلام مذموم كعلم النجوم، أو هو مباح او مندوب؟ فاعلم أن للناس في هذا غلوا وإسرافا في أطراف، فمن قائل: إنه بدعة وحرام، وإن العبد أن يلقى الله بكل ذنب سوى الشرك، خير له من أن يلقاه بالكلام. ومن قائل: إنه فرض، إما على الكفاية، وإما على الأعيان، وأنه أفضل العبادات، واكمل القربات، فإنه تحقيق لعلم التوحيد، ونضال عن دين الله المجيد).
Bogga 32