224

============================================================

ويغفر ما مون ذلك لمن يشاە} . قال الإمام أبو حنيفة : لا نقول أن المؤمن لا تضره الذنوب، ولا نقول أنه يدخل النار، ولا تقول أنه يخلد فيها، وإن كان فاسقا بعد ان يخرج من الدنيا مؤمنا، ولا نقول أن حسناتنا مقبولة وسيئاتنا مغفورة كقول المرجئة، ولكن نقول: من عمل حسنة بجميع شروطها خالية من العيوب المفسدة ولم ييطلها بالكفر والردة والأخلاق السيئة حتى يخرج من الدنيا، فإن الله لا يضيعها بل يقيلها منه ويثييه عليها، وما كان من السيئات دون الشرك والكفر ولم يتب منها صاحبها حتى مات مؤمنا فإنه في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وان شاء عفا عنه ولم يعذيه بالنار. الفقه الأكبر.

فأنت ترى أن إرجاء السنة هو الحق بين طرفي الإرجاء المذموم الذي هو كفر، ل وبين الخوارج الذين يكفرون بالذنب إن مات صاحبه مؤمنا دون توبة فيكون مآله النار ابد الاباد، والمعتزلة الذين يخرجون المؤمن الفاسق إذا مات دون توبة من الاسلام، ولا يدخلونه النار. قال الذهبي: الإرجاء هو مذهب لعدة من أجلة العلماء، ولا ينبغي التحامل على قائله. وقال الشهرستاني عند ذكر الغسانية: ومن العجب أن غسانا كان يحكي عن أبي حنيفة مثل مذهبه ويعده من المرجئة، ولعله كذب عليه، ولعمري كان أبو حنيفة وأصحايه مرجئة السنة.

انظر الملل والنحل للشهرستاني، والرفع والتكميل للإمام اللكنوي رحمه الله تعالى، تحقيق العلامة المحقق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، ص 352، 371 والله أعلم.

قال الإمام الأعظم في رسالة إلى عثمان البتي، أنه بلغه أنه كان من المرجئة، قال رحمه الله: واعلم أني أقول: أهل القبلة مؤمنون ولست أخرجهم من الإيمان بتضييع شيء من الفرائض، فمن أطاع الله تعالى في الفرائض كلها مع الإيمان كان من أهل الجنة عندنا، ومن ترك الإيمان والعمل كان كافرا من أهل النار، الومن أصاب الإيمان وضيع شيئأ من الفرائض كان مؤمنا مذنبا وكان لله تعالى فيه بالمشيئة إن شاء عذيه وإن شاء غفر له، فان عذيه على تضييعه فعلى ذتب يعذبه، 122

Bogga 224