============================================================
الكبير: اعلم أن الغين يغشى القلب فيغطيه بعض التغطية، وهو كالغيم الرقيق الذي يعرض في الهواء فلا يحجب عين الشمس ولكن يمنع كمال ضوئها.
ثم ذكروا لهذا الحديث تأويلات: أولها: أن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ما اال يكون في آمته من بعده من الخلاف وما يصيبهم، فكان إذا ذكر ذلك وجد غينا في قلبه فاستغفر لأمته. قلت وفيه بعد ظاهر في الأفهام من جهة دوام تذكر ذلك المقام مع أنه عليه الصلاة والسلام كان في مرتية عالية من المرام.
ال وثانيها: أنه عليه الصلاة والسلام كان ينتقل من حالة إلى أخرى أرفع ال من الأولى، فكان الاستغفار لذلك، يعني لتوقفه وظنه أنه الحالة الأعلى، ال وهذا المعنى هو الأولى لمطابقة قوله تعالى: ( وللاخرة خيرلك من الأولى) (الضحى: 4].
وثالثها: أن الغين عبارة عن السكر الذي كان يلحقه في طريق المحبة حتى يصير فانيا عن نفسه بالكلية، فإذا عاد إلى الصحو، وكان الاستغفار من الصحو، وهو تأويل أرياب الحقيقة.
قلت: ويؤيده حديث: "لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب"(1)، أي جبرائيل المقدس: "أو نبي مرسل"، أي نفسه الأنفس، (1) (لي وقت لا يسعني) لم أجده، وقريب منه ما رواه الترمذي في شمائله عن علي *
Bogga 175