============================================================
عثرات بالنسبة إلى ما لهم من علي المقانات وسني الحالات، كما وقع لآدم عليه الصلاة والسلام في اكله من الشجرة على وجه النسيان، أو ترك العزيمة واختيار الرخصة ظنا منه أن المراد بالشجرة المنهية المشار إليها بقوله تعالى: ولا نقريا هاذو الشجرة [البقرة: 35] هي الشخصية(1) لا الجنسية؛ فأكل من الجنس لا من الشخص، بناء على الحكمة الإلهية ليظهر ضعف قدرة البشرية وقوة اقتضاء مغفرة الربوبية، ولذا ورد حديث: "الو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم"(2)، وبسط هذا يطول فنعطف عن هذا القول، وهذا ما عليه اكثر العلماء خلافا لجماعة من الصوفية وطائفة من المتكلمين حيث منعوا السهو والنسيان والغفلة.
وأما قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة"(3)، فقال الرازي في التفسير لا الصغيرة ولا الكبيرة، وترك الأولى منهم، كالصغيرة منا لأن صفات الأبرار سيئات المقربين، روح البيان 119/3، وانظر كلام السبكي وقيه: المختار المنع رمنع وصف الأنبياء بالصغائر الرذيلة والمداومة على الصغائر) لأنا مأمورون بالاقتداء بهم في كل ما يصدر عنهم من قول أو فعل فكيف يقع منهم ما لا ينبغي ويؤمر بالاقتداء به. عن تهذيب الخصائص التبوية الكبرى للتليدي ص 434.
(1) اي ذات تلك الشجرة لا جنسها.
(2) (لولم تذنبوا) مسلم، توبة 11، الترمذي جنة 98/3، أحمد 289/1.
(3) رواه مسلم في الذكر، وأبو داود في الدعاء وأحمد 211/4.
Bogga 174