============================================================
أهل الجرح والتعديل اتهام أبي حنيفة بالضعف وسوء الحفظ، حتى يقول: ولدينا مزيد، مع أن الاية في نعيم أهل الجنة - جعلنا الله من أهلها - أو رأينا آخر يكتب في لاعلل الدارقطني" عند ذكر الإمام أبي حنيفة: ضعفه النسائي. ويمضي دون استدراك على النسائي بأقوال أهل العلم وقول القطان وابن المديني فيه مثلا؛ أقول: إذا رأينا هؤلاء وأمثالهم يقولون ما يقولون، فحق أن يقرأ فيهم ما قاله أمير المؤمنين في الحديث أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.
قال الإمام السخاوي: سئل ابن حجر - كما ذكره النسائي في "الضعفاء والمتروكين" - عن أبي حنيفة رضي الله عنه، أنه ليس بقوي في الحديث وهو كثير الغلط والخطا على قلة روايته، هل هو صحيح؟ وهل ال وافقه على هذا أحد من أئمة المحدثين أم لا؟! فأجاب : النسائي من أئمة الحديث، والذي قاله إنما هو بحسب ما ظهر له، وأدى إليه اجتهاده، ال وليس كل أحد يؤخذ بجميع قوله. وقد وافق النسائي على مطلق القول فيه جماعة من المحدثين، واستوعب الخطيب في ترجمة من "اتاريخهه أقاويلهم، وفيها ما يقبل وما يرد، وقد اعتذر من الإمام بأنه كان يرى أن لا يحدث إلا بما حفظه منذ سمعه إلى أن أداه، فلهذا قلت الرواية عنه، ال وصارت روايته قليلة بالنسبة لذلك. وإلا فهو في نفس الأمر كثير الرواية(1).
ال وفي الجملة ترك الخوض في مثل هذا أولى، فإن الإمام وأمثاله قد (1) جمعت رواياته في 17 مسندا. اتظر: امسانيد الإمام الأعظم" للخوارزمي؛ و "اقلائد عقول العقيان" للصالحي الشافعي:
Bogga 13