============================================================
وما يحلب إنسان غيرنا قطرة لبن ولا يجدها في ضروع ، حتى تؤمر الرعيان أن تسرح غنمها حيث تسرح غنمي، فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن، وتروح أغنامي شباعا لتنا، فلم نزل نتعرف من بركته الزيادة والبركة حتى مضت له سنتان وفطمته(1).
ولما قرر ما حصل لها من الخصب بعد الجدب ببركة إرضاعها له صلى الله عليه وسلم، ومن الجزاء من جنس عملها بكثرة لبن شياهها.. عقبه بما يبين آن تلك المضاعفة في قوله : (ضوعف) بلغت مرات كثيرة فقال : حبة أنبتث سنابل والعض ح لديه يشتشرث الضعفاء (حبة) أي : هذه الفعلة الصادرة من حليمة كما دل عليه السياق، وبه يعلم أن هذا ليس من الاستعارة؛ لأن شرطها : طي ذكر المستعار له بأن لا يكون في الكلام رمز إليه ولو تقديرا، ومن ثم كان التحقيق في : تم يكم. . الآية : أنه من التشبيه البليغ؛ لدلالة السياق على طي المشبه الذي هو هم، وقول البهاء السبكي: إنه استعارة.. رأي مخالف للجمهور فلا يعول عليه ك( حبة)، وأشار إلى وجه الشبه الذي هو تضاعف الجزاء؛ ليبين أنه ليس من التشبيه البليغ ؛ لأن شرطه : أن لا يذكر وجه الشبه بقوله: (أنبتت سنابل) كثيرة، جمع سنبلة، وهي: مجتمع الحب، في كل سنبلة مائة حبة والله يضكعف لمن يشاء}، ففيه اقتباس، وحذف لفظ : سبع ؛ ليبين أن العرب قد يذكرونها كالسبعين مريدين بها مطلق الكثرة لا خصوص العدد المعروف (والعصف) أي: والحال أن ورق النبات اليابس كالتبن (لديه) أي : عنده (يستشرف) أي: يتطلع (الضعفاء) أي : حصلت تلك المضاعفة الكثيرة في تلك السنابل والحال أن الوقت وقت عدم النبات بالكلية، بحيث إن الفقراء يتطلعون إلى ورق النبات فضلا عن النبات فضلا عن الحب، كما أن حليمة حصل لها ذلك الخصب واللبن والحال أن قومها يتطلعون إلى ورقة حبة أو قطرة لبن فلا يجدونه (1) انظر "سيرة ابن هشام"(164/1)
Bogga 76