============================================================
لها لهذا الفعل الجميل الصادر منها المبني على سبق سعادتها واذا سخر الإله اتاسا لسعيه فإيهم شعداء (و) قد تقرر في المعقول والمنقول أنه (إذا سخر) أي : ذلل ووفق (الإلكه أناسا) لغة في الناس (لسعيد) أي: لخدمته ومحبته والقيام بشأنه (فإنهم) بسبب ذلك (سعداء) جمع سعيد؛ لأن بركة ذلك السعيد ويمنه وبره تتابع عليهم حتى يكونوا من سعداء الدنيا والآخرة، ولأن المرء مع من أحبه من الأكابر وإن لم يعمل بعمله، كما صح به الحديث(1) ، ولأن " الأزواح 8 - كما في الحديث (2) أيضا - "جنود مجندة، فما تعارف منها" في عالم الأرواح.. " أثتلف" في عالم الأجساد ، ومن أعظم أجرها وسعادتها توفيقها للاسلام هي وزوجها وبنوها، بل رد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي هوازن إليهم بواسطة كونهم قومها، وكانت تقدم عليه صلى الله عليه وسلم فيكرم مثواها، وكذلك زاد في إكرام بنتها الشيماء لما أعتقها من جملة من آعتق من سبيهم كما يأتي وهذا من فن البديع المسمى بالكلام الجامع ، وهو : أن يأتي الشاعر ببيت تكون جملته حكمة أو موعظة أو تنبيها أو نحو ذلك من الحقائق الجارية مجرى الأمثال ، كقول أبي الطيب :.
[من الخفيف] وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام(3 وهو كثير في كلام الناظم، وأصل ما ذكره بقوله: (أرضعته..) إلى هنا..
ما رواه ابن إسحاق وغيره من قولها بعد ما قدمناه عنها آنفا: ثم قدمنا أرض بني سعد ولا أعلم أرضا أجدب منها، فكانت غنمي تروح علي شباعا لبنأ فنحلب ونشرب، (1) حديث: 0المرء مع من أحب " أخرجه البخاري (6168)، ومسلم (2641)، وأبو داوود (5086)، والترمذي (2385).
(2) أخرجه اليخاري تعليقا في كتاب الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة، ومسلم (2238) وأبو داوود (4801) (3) البيت في شرح ديوانه " للعكبري (345/3).
Bogga 75