============================================================
22 أتراهم لحاجة وأضطرار خلطوها وما بغى الخلطاء (أتراهم) أي: أتظنهم (لحاجة) أي: احتياج (واضطرار) وهو : شدة الحاجة إلى الشيء بحيث لا يجد مندوحة عنه (خلطوها) خلطا يمنع تميزها، فإن قالوا: نعم.
قلنا لهم : الإلكه لا يحتاج ولا يضطر لشيء مطلقا ؛ لأنه غني بذاته عن غيره، فاحتياجه واضطراره دليل قطعي على عدم ألوهيته، فإن قالوا : خلطوها لا لحاجة ولا لاضطرار..
قلنا: أيتصور وجود شركة دائمة بين شريكين فأكثر (و) الحال أنه (ما) نافية (بغى) أي : ظلم (الخلطاء) أي: الشركاء؛ أي: بعضهم على بعض، لا يتصور ذلك، بل متى وجدت شركة دائمة بين شريكين.. وجد التمانع والتنازع المستلزم كل منهما جواز خراب هلذا العالم المشاهد؛ لأنهما إن استويا في القوة.. تمانعا ولم يقع فعل من أحدهما، وإن تفاوتا.. وقع مراد الغالب فقط وتخلف مراد المغلوب، فيلزم ألا يتم نظام هلذا العالم؛ لأن الغرض وقوع الشركة وعدم التميز، واحتمال توافقهما دائما الذي يجوزه العقل. . لا نظر إليه ؛ لأنه مما تحيله العادة التي هي مناط الأدلة القرآنية والسلائق العربية، فليس ذلك دليلا إقناعيا، خلافا لمن وهم فيه ، بل آلزم قائله الكفر بعض المتأخرين وألف فيه، لكنه إلزام باطل كما هو جلي، وكون العادة تحيل ذلك مما لا يحتاج لبيان، لأن كل من عرفها حكم أن الشريكين في الإيجاد والإمداد لا يتصور دوامهما على الموافقة ؛ لأن من شأن النفس أن لا تريد بقاء شريك معها، وكل ذلك باطل؛ لأنا نشاهد هذا العالم باقيأ على أكمل وجوه الإتقان، وأحكم قواعد الشروط والأركان، ويلزم من ذلك انتفاء الشريك مطلقا، وأن الإلكه سبحانه وتعالى لا شريك له مطلقأ، وبيان بطلان التعدد من وجه آخر، وبيانه : أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان يركب الحمار كما عرف ذلك بالتواتر عنه، وحينئذ يقال لهم: 26 أهو الراكب الحمار فيا ع ز إلله يمشه الإغياء (1) تقولون في حال ركوب عيسى الحمار: (هو) أي : الإله ( الراكب الحمار) 423
Bogga 357