356

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

(ما سمعنا يإلكه لذاته أجزاء) أو جزآن، لا يوجد إلله كذلك، بل ولا تعقلناه ؛ لأنه مما يحيله العقل بالبديهة، كما أنها تحيل تعدده، كمايدل عليه برهان التمانع المذكور في قوله تعالى : { لو كان فيهما ء الهة إلا الله لفسدتا(1).

وبيان إحالة العقل لما ذكر: أنه لو فرض إلله مركب من أجزاء أو متعدد.. قيل هم: الكل منهم نصيب من المذ ك فهلا تميز الأنصباء ~~(ألكل منهم نصيب) أي : جزء (من الملك) فإن قالوا : نعم. قيل لهم: (فهلا) وفي نسخة: (فلم لا) وحذفت ألف (ما) الاستفهامية لدخول الجار عليها، نحو: عم يتساه لون.

(تميز) بالبناء للفاعل؛ أي : تتميز، أو للمفعول (الأنصباء) أي: نصيب كل من الالهة حتى يكون ذلك التمييز دليلأ على ما زعمتموه ، ولا تميز، فلا تعدد كما هو بديهي وبين (الثلائة) و(الواحد)، و(النقص) و(النماء) جناس التقابل، ك( الحاجة) و(الاضطرار)، و(الإماتة) و( الإحياء) الآتيات.

فإن قالوا : لكل نصيب أو أنصباء، للكنهم خلطوها.. قيل لهم : (1) برهان التمانع : هو امتناع وجود إلهين لعالم واحد، وشرحه: أنه لو كان في الوجود إلكهان.. فقد يتفقان، وقد يختلفان، فإن اختلفا. فلا يمكن أن ينفذ مرادهما؛ لئلا يجتمع الضدان، ونفوذ مراد أحدهما يثبت عجز الاخر، فتنتفي عنه الألوهية، أما إن اتفقا.. فلا يمكن أن ينفذ مرادهما معا ؛ لأن فيه اجتماع مؤثرين على أثر واحد، وهو محال، ولا يمكن أن ينفذ مرادهما مرتبا ؛ لأن تعلق قدرة الأول بشيء يسد الطريق أمام قدرة الثاني للتعلق به، وأيضا يلزم من تعلق قدرة الثاني بهذا الشيء تحصيل الحاصل، وهو محال أيضأ، وهلذا يسمى برهان التوارد. انظره شرح الجوهرة " للباجوري (ص 79) 422

Bogga 356