============================================================
وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" : أن ابن سلام لما سمع بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم بمكة.. ذهب إليه ، فقال له : " أنت أبن سلام عالم يثرب ؟" قال : نعم ، قال : " أنشدك بألله ألذي أنزل الثوراة على موسى، أتجدني في التؤراة؟" قال : انسب ربك، فأرتج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له جبريل: {قل هو الله أحد.. إلخ، فقرأها، فقال ابن سلام : أشهد أنك رسول الله، وأن الله مظهرك ومظهر دينك على الأديان ، وإني لأجد صفتك في كتاب الله تعالى- أي : التوراة - يا أيها النبي؛ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، أنت عبدي اورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولاسخاب في الأسواق)، ولا تجزي السيئة بمثلها، ولكن تعفو وتصفح ، ولن يقبضه الله حتى تستقيم به الملة المعوجة حتى يقولوا : لا إلله إلا الله، يفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفل(1) وأخرج البيهقي وأبو نعيم عن كعب رضي الله عنه، والبخاري عن عمرو بن العاصي رضي الله تعالى عنه : أنهما نقلا عن التوراة والإنجيل نحو ذلك وزيادة عليه (2).
وفي التوراة: تجلى الله من طور سيناء- أي : بتكليمه موسى عليه - وأشرف من ساعير- اسم جبل؛ آي: بتكليمه عيسى عليه- واستعلن من جبال فاران؛ أي : جبال بني هاشم المطلة على شعبهم بمكة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم منها إلى جميع الخلق، كما يشير إليه تعبيره ب( استعلن) وفي الإنجيل كالتوراة من ذلك ما يضيق عنه هلذا المحل: (وهم) أي: اليهود والنصارى (في جحوده) أي: ذلك الحق الذي بينه كتاباهما، وهو الإنكار بعد العلم (شركاء) أي: مشتركون، فلعنة الله عليهما (1) تاريخ دمشق (387/3) سخاب- بالسين المهملة- من السخب، وهو : ارتفاع الصوت في الصومة ومثله الصخب (2) دلائل البيهقي (373/1-374) ، ودلائل أبي تعيم (80/1)، والبخاري (2125).
415
Bogga 349