233

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

وصارع صلى الله عليه وسلم أبطالا معروفين بأنهم لا يصرعون فصرعهم(1)، وفي البخاري " عن البراء: أنه قيل له: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال : للكن رسول الله لم يفر، كان هوازن رماة، وإنا لما حملنا عليهم.: انكشفوا، فأكبينا على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بزمامها وهو صلى الله عليه وسلم يقول: أنا النبي لا كذت أنا أبن عبد المطلب(2) وثباته حينئذ نهاية الشجاعة، كيف وقد فر جيشه عنه ولم يبق معه إلا بضعة عشر رجلا؟! فوقف في نحو ألوف مؤلفة على بغلة لا تصلح لكر ولا فر، وهو مع ذلك يركضها إلى وجوههم، وينوه باسمه ليعرفه من جهله: ومن ثم قال الصحابة : كنا إذا احمر البأس.. اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم (2)؛ أي جعلناه بيننا وبين العدو، وقمنا خلفه محتمين به ولما قال اللعين آبي بن خلف يوم أحد: أين محمد؟ لا نجوت إن تجا.. تناول صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة وقال لأصحابه - بعد أن أرادوا التعرض له-: "خلوا سبيله "(4)، فطعنه في عنقه طعنة كان فيها إتلاف نفسه الخبيثة اللعينة (ولا تستخفه) أي : لا تخرجه عن ثباته وتواضعه ووقاره (السراء) آي : الرخاء والسعة في الجيوش والفتوح التي فتحها في أواخر حياته، بل هو معها كهو قبلها، لم يزدد إلا تواضعا وحلما وعفوا وصبرا، ومن ثم لما دخل صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح في تلك الجيوش الهائلة - التي لما رآها أبو سفيان . قال للعباس : لقد أصبح ملك ابن أخيك ملكا عظيما، فقال له: ويحك، إنه ليس بملك، ولكنها النبوة، (1) من ذلك : انه صرع وكانة كما أخرجه أبو داوود (4075)، والترمذي (1784)، وقال: هذا حديث غريب (2) البخاري (2864) (3) أخرجه أحمد (156/1)، وأبو يعلى (302).

(4) أخرجه البيهقي في " الدلائل" (206/3) في سياق حديث خروجه صلى الله عليه وسلم إلى أحد، وانظره في " سبل الهدى والرشاد * (308/4) وا

Bogga 233