220

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

هو باعتبار ما فيها مما يقيت الروح، ويحيي القلب، ويجلو صدأ النفس، وغير ذلك مما لا قيام لحقيقة الحيوان إلا به وإنما قلت : (يعني : لا يشبهها...) إلخ؛ لأبين أن هذذا المراد من العبارة لا تفي هي به، وذلك لأن نفي مشابهة غير خلقه لها لايفيد أنه لا يشبهها إلا خلقه؟

لأن هذا الحصر لا يرد ولا دليل عليه في الكلام، بل صريح كلام الراغب أنه لا مفهوم للنفي با غير) وعبارته: (9 غير" يقال على أوجه: الأول : أن تكون للنفي المجرد من غير إثبات معنى به، نحو : مررت برجل غير قائم، وقال الله تعالى : { ومن أضل ممن اتبع هوله يغير هدى قب الله} ، وقال تعالى : { وهو فى الخصام غير مبين)) اه المقصود منه (1)، وسيأتي في شرح قوله : (وما سواي هو العاصي).. ما له بما هنا تعلق. فاستحضره والخلق بضم فضم أو سكون، قال الراغب : (وهو والمفتوح في الأصل بمعنى واحد، للكن خص المفتوح بآلهيات والصور المبصرة، والمضموم بالسجايا والقوى المدركة بالبصيرة)(2)، ثم قيل : المضموم غريزة؛ لخبر البخاري : " إن ألله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم"(2)، والحق : أن أصله غريزي، وتمامه مكتسب؛ لما صح: أنه صلى الله عليه وسلم قال للأشج : " إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله، الحلم والأناة" قال : يا رسول الله ؛ قديما كانا في أو حديثا ؟

قال: "قديما " قال: الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما الله ورسوله، فترديده السؤال وتقرير النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك يدل على أن بعضه غريزي وبعضه مكتسب، ويدل له أيضا الحديث الصحيح: "اللهم؛ كما حسنت خلقي فحسن خلقي" ، وما صح أنه كان يقول في دعاء الافتتاح : " وآهدني لأخسن الأخلاق، لا يهدي لأخسنها إلآ أنت " ، فهو جبلة في نوع الإنسان، وهم متفاوتون فيه فمن عدم حسنه أو كماله. أمر بالمجاهدة والرياضة حتى يقوى ويصير (1) مفردات القرآن (ص 618) (2) مفردات القرآن (ص 297).

(3) الأدب المفرد (275)

Bogga 220