219

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

إنما لم يدرك مرور الوقت الطويل، فإنه نام قبل الفجر إلى أن حميت الشمس؛ لأنه كان مستغرقا في شهود ربه وما يفيضه عليه من معارفه، وإنما لم ينبه على ذلك؛ ليقع الشريع بتلك الأحكام الكثيرة جدا التي استفيدت من تلك الواقعة، كسهوه في الصلاة وقيل: كان له نوم ينام فيه قلبه أيضا، وهو الذي كان حينئذ، وردوه بأنه لم يثبت، فهو مردود على قائله، كتأويل بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ينام قلبي "(1) بما يخرجه عن ظاهره من غير دليل وإذ قد انتهى الكلام على شيء من محاسن ذاته صلى الله عليه وسلم التي لم يخلق الله تعالى ذاتا أشرف منها.. فلنذكر شيئا مما يتعلق بمحاسن أخلاقه وصفاته التي لم يخلق الله تعالى أشرف منها أيضا، فنقول : ه 12 7 علفه الم ر2 يياء السززفة اللكاء) (ما سوى) أي: ليس غير (خلقه النسيم) أي : الريح التي في غاية اللطافة واللين والطيب، يعني: لا يشبهها خلق أحد إلا خلقه الكريم، وهذا مقتبس من قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آجود الناس بالخير) ثم قال : (فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)(2) فإن قلت: صريح هذا أن خلقه أفضل من النسيم، بل لا نسبة بينهما، فكيف هذا التشبيه المؤذن بشرفها عليه ؟

قلت : هلذا الايذان إنما هو باعتبار الغالب، وإلا.. فقد يشبه الأفضل بالمفضول لنكتة، كما في : "صليت على إبراهيم... " إلخ، فكذا هنا ، تشبيهه بها البليغ إنما (1) أخرجه البخاري (1147)، ومسلم (738)، وأبو داوود (1335)، والترمذي (439)، والنسائي (234/3)، وغيرهم.

(2) أخرجه البخاري (1902)، ومسلم (2308)

Bogga 219