============================================================
وهو يذغو إلى الإلكه وإن شق عليه كفو به وأزدراء (وهو يدعو) حال من فاعل (تحدى) أي : تحدى الناس والحال أنه مع إنكارهم وارتيابهم لا يفتر عما أمر به من التبليغ والدعاء ( إلى الإله) أي : المعبود بالحق الذي لا يعبد غيره وهو الله تعالى، وفي ( إلى) و( إله) الجناس الناقص، ولم ينظر الناظم إلى كون (الإلكه) اسم جس في الأصل لكل معبود ؛ لأن الأئمة أعرضوا عن هذذا الأصل واستعملوه في المعبود بحق فقط، فصار علما بالغلبة ولم يزل صلى الله عليه وسلم يتجدد دعاؤه إلى الله تعالى (وإن شق عليه كفر به) أي : الاله أو النبي (وازدراء) أي : احتقار وانتقاص له، فهو مديم لذلك الدعاء، متحمل لمشقة إتكارهم وقبيح كفرهم وازدرائهم له ولما جاء به أخرج أهل السير : أنه صلى الله عليه وسلم كان يطوف على الناس في منازلهم يقول لهم : "يا أيها الناس ؛ إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا " وأبو لهب عمه وراءه يقول : يا أيها الناس؛ إن هلذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم(1).
ورماه الوليد بن المغيرة - لعنه الله تعالى- بالسحر، وتبعه قومه على ذلك، وآذته قريش ورموه بالشعر والكهانة والجنون، ومنهم من كان يحثو التراب على رأسه، ويجعل الدم على بابه، ووطىء عقبة بن آبي معيط على رقبته الشريفة وهو ساجد عند الكعبة حتى كادت عيناه تبرزان، وخنقوه خنقأ شديدا، وجذيوا رآسه ولحيته حتى سقط أكثر شعره ، فقام أبو بكر دونه قائلا : (اتقتلون رجلا أن يقول : ربي الله ؟!) وصح: أن عقبة بن آبي معيط لف بعنق رسول الله ثوبا وهو بفناء الكعبة فخنقه خنقا شديدا، فجاء أبو بكر ودفعه عنه (2) وروى أحمد في ل مسنده " : أول من أظهر الإسلام سبعة، رسول الله صلى الله (1) أخرجه أحمد (492/3)، والحاكم (15/1)، والطبراني في " الكبير" (61/5)، وفي "الأوسط "(1510)، وهو بنحوه عند البيهقي، وفي " السنن الكبرى"(9/ 7) (2) أخرجه البخاري (3678)، وابن حبان (6569)، وأحمد (204/2)، والبيهقي في "الدلائل "(274/2)، وفي "السنن الكبري" (9/ 7)، وغيرهم
Bogga 157