Laga soo bilaabo Tarjumaadda ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Noocyada
كما يفضل كلمة الشره على الفجور، بل إن اللفظ المحكم نفسه قد تختلف ترجماته بين القدماء والمحدثين؛ فالحاكي عند القدماء هو الممثل عند المحدثين، بعد أن كان «المشخصاتي» أيضا عند أوائل المحدثين.
34
والدناءة عند القدماء هو الاحتقار والازدراء عند المحدثين، والبحري عند القدماء والبحار عند المحدثين، المتغلبون عند القدماء والطغاة عند المحدثين، وكذلك يمكن القول فيما يظن الناس قديما وهو الرأي العام حديثا.
ويجوز للمترجم أن يذهب إلى المعنى الاشتقاقي أو الاصطلاحي أو العرفي في الترجمة، طبقا للسياق ومقتضيات النقل الحضاري، مثل اشتقاق لفظ العدالة من القسمة إلى نصفين؛ ومن ثم إمكانية استعمال المعنيين الاشتقاقي والاصطلاحي. وقد تختلف المعاني الاشتقاقية؛ فاللفظ ليس له أصل واحد؛ فالجامعة هو اشتقاقا القياس المنطقي. وهذا هو السبب في ترجمة أسماء الأعلام إلى كلمات ؛ لأن الأسماء لها معانيها الاشتقاقية، وترجمة الديمقراطية رئاسة العوام.
35
ولا يوجد خطأ وصواب في الترجمة؛ لأن اللفظ لا يفيد فقط معناه القاموسي المعجمي، ولكنه يفيد في سياق أعم. قد يتغير الضمير بين الجملتين أو العدد طبقا لبناء الجملة العربية. وقد يتغير اللفظ مثل المسألة إلى العلة من أجل تدقيق المعنى وإبراز الخاص من العام. كما لا يعني الخطأ قياس العلم القديم على العلم الحديث. العلم القديم له مستوياته وفلسفته وتصوراته المغايرة للعلم الحديث مثل وظيفة المرة.
36
ما يسمى خطأ هو في الحقيقة دمج لعدة ألفاظ في لفظ واحد، تجاوزا للتفصيلات الجزئية وحفاظا على الصورة الكلية، وبهذا المعنى لا يوجد في الترجمة العربية كثير من الأخطاء، بل تجاوز للتفصيلات للمعنى الكلي، لا يوجد تحريف في الترجمة؛ لأن التحريف لا يوجد إلا على مستوى الألفاظ، والترجمة تتم على مستوى المعاني. ولا توجد ترجمة رديئة ما دامت تحافظ على المعنى أولا، وعلى جماليات الأسلوب ثانيا. وما يسمى خطأ في الترجمة مثل استبدال تامة بمتميزة ومستقلة نوع من التصور الثقافي للمعاني؛ فالمتميز المستقل في ثقافة هو التام في ثقافة أخرى.
ولا يوجد خطأ في الترجمة العربية؛ فالترجمة ليست نقلا حرفيا، حرفا بحرف، وفعلا بفعل، واسما باسم، وأداة بأداة؛ فلكل لغة أسلوبها؛ فقد يبرز الفاعل في الترجمة توضيحا للمعنى، بالرغم من أنه متضمن في الأصل.
37
Bog aan la aqoon