277

Min Caqida Ila Thawra Tawhid

من العقيدة إلى الثورة (٢): التوحيد

Noocyada

223

وقد يثبت الكلام في المكان دون تحديد، ويكون الكلام في كل مكان حتى وإن كان مخلوقا، فإنه لا يوجد بعينه في الحال.

224

وإثبات الكلام يعني أن الكلام موجود في اللسان تلاوة وقراءة، وفي الذاكرة حفظا، وفي العين رؤية، وفي اليد كتابة. ومع أن إثبات المكان في التأليه وقوع في التجسيم وفي التشبيه، إلا أن إثبات المكان للكلام تمسك بالنظرة الموضوعية وبالكلام.

225

ولكن أين الكلام في الأذن سمعا، وفي العقل معنى، وفي الشعور باعثا، وفي الواقع بناء؟ إن وجود الكلام في القراءة والتلاوة والحفظ والكتابة ليس إحصاء عاما لمظاهر وجود الكلام، بل أكثرها مادة وأقلها معنى. والوجود الفعلي للكلام هو وجوده في الذهن كمعنى أو كفكر أو كنظر، ثم وجوده في الشعور كباعث أو سلوك وحياة، ثم وجوده في الواقع كنظام اجتماعي. يجد الكلام إذن في أماكن كثيرة في مكان واحد، والمكان هنا لا يعني المحل والمظهر. ولا فرق في هذا بين من يثبت تكثر الكلام أو وحدته. فالوحدة تشير إلى وحدة الكلام كمعنى والتكثر يشير إلى مظاهره المتعددة، ولا فرق في هذا بين من يثبت قدم الكلام أو حدوثه.

226

والقول بالطباع تجاوز للنفي والإثبات ورفض للأحكام العقلية الخارجة عن الموضوع وذهاب إلى الموضوع ذاته ورد استقلاله إليه، وقضاء على التشخيص كلية، وتحويل الإشكال كله إلى البعد اللغوي وإثبات المجاز في أسلوب التعبير. القول بالطبائع إعادة لوضع المشكلة ونفي للتشخيص عن طريق الخلق، ورفض لثنائية الخالق المسيطر والمخلوق النسبي المسيطر عليه. وهو رد فعل عنيف على القول بالقدم. فالقدم يعطي الفعل كله للذات في حين يعطي القول بالطباع الفعل كله للشيء وينكر دور الذات المشخص على الإطلاق.

227

وقد يعني فعل الطبيعة أن الكلام ازدهار للطبيعة واكتمال لها. والكلام هو الطبيعة في صورتها المثلى، متطابقا مع الطبيعة بفعل النزول، وتطور للطبيعة بفعل النسخ، واكتمالا للطبيعة بفعل اكتمال الوحي.

Bog aan la aqoon