السبب الثالث : من ترك النظر والإستدلال فى معرفة الله تعالى ، وعول على الطريقة التى ألفها بحثه وخياله ، وقع فى الضلال.
ومن توغل فى البحث ، وأراد الوصول إلى كنه العظمة ، وهوية الجلال ، تحير وتردد ، بل عمى ، فإن نور جلال الإلهية مما يعمى أحد العقول البشرية ، فصار هذان الطرفان مذمومين.
والطريق المستقيم هو : أن يخوض الإنسان البحر المعتل فى البحث ، ويترك التعمق ، وإلى هذا أشار عليه الصلاة والسلام بقوله : (تفكروا فى الخلق ولاتتفكروا فى الخالق ).
فهذه هى الوجوه التى لأجلها سميت كلمة لا إله إلا الله كلمة العدل.
فإن قيل : كيف أمر الله تعالى بالعدل فى بحرالتوحيد ، وقد قال تعالى : (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ).
فمن يعجز عن العدل فى حق النساء يقدر على العدل فى معرفة الأحد الصمد ؟
فألجواب : أنه تعالى أظهر عجزك فى الضعيف ، وأقدرك على الشريف لتعلم أن الكل منه سبحانه وتعالى.
* * *
الاسم السادس (الطيب "من القول") :
قال تعالى : (وهدوا إلى الطيب من القول ).
أى كلمة توجد أطهر وأطيب من هذه الكلمة وقد قال تعالى : (إنما المشركون نجس).
ثم إن النجاسة الحاصلة بسبب كفر سبعين سنة تزول بسبب ذكر هذه الكلمة مرة واحدة .
Bogga 70