الحجة الثانية : ما روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه عليه السلام قال لمن أشرك فى عمله أحدا : "خذ أجرك ممن عملت له " وعن النبى صلى الله عليه وسلم أن الله يقول : أنا أغنى الأغنياء عن الشرك : من عمل عملا أشرك فيه غيرى ، تركت نصيبى لشريكى ".
والجواب عن الحجة الأولى : أنها محمولة على ما إذا أتى بالعمل لغرض الدنيا فقط.
والجواب عن الثانية : أن لفظ الشرك محمول على تساوى الداعين ، وقد بينا أنه عند التساوى فيحيط كل واحد منهما الآخر.
إذا عرفت هذه المقدمة فنقول : كلمة لا إله إلا الله ، مسماة بكلمة الإخلاص ، وذلك أن الأصل فى هذه الكلمة عمل القلب ، وهوكون الإنسان عارفا بقلبه وحدانية الله تعالى ، وهذه المعرفة الحاصلة بالقلب مستحيل أن ياتى بهالغرض آخر سوى طاعة الله وحبه وعبوديته ، فهذه المعرفة إن طلبت ظلت لوجه الله تعالى ، لا لغرض آخر ألبتة ، بخلاف سائر الطاعات البدنية ، فإنها كما يؤتى بها لتعظيم الله ، قد يؤتى بها لسائر الأغراض العاجلة من الدنيا ، وطلب المدح والثناء ، فلهذا السبب سميت هذه الكلمة الإخلاص.
* * *
الاسم الثانى لهذه الكلمة "كلمة الإحسان" :
ويدل على صحة هذه التسمية القرآن والخبر والمعقول ، أما القرآن فآيات :
Bogga 64