الثالث : قول العبد : لا إله إلا الله ، إشارة إلى المعرفة والتوحيد بلسان الحمد والتسديد ، إلى الملك المجيد ، فإذا قال : لا إله إلا الله ، فالمعنى لا إله له الآلاء والنعماء ، والقدرة والبقاء ، والعظمة والسناء : والعزة والثناء ، والسخط والرضا ، إلا الله الذى هو رب العالمين وخالق الأولين والآخرين ، وديان يوم الدين.
الرابع : لا إله للرغبة ، ولا إله للرهبة ، إلا الله الذى هو كاشف الكربة.
وعن عمران بن حصين قال : قال عليه السلام لأبى حصين : "كم تعبد اليوم من إله" ؟ قال : أعبد ستة أو سبعة فى الأرض ، وواحدا فى السماء. قال : "أيهما تعبده برهبتك ورغبتك " ؟ قال : الذى فى السماء. قال : "فيكفيك إله فى السماء". ثم قال : "يا حصين ، لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك " فأسلم حصين ، ثم قال : يا رسول الله ، علمنى هاتين الكلمتين. فقال : "اللهم ألهمنى رشدى ، واغفرلى ، واعصمنى من شر نفسى ".
الخامس : قيل فى قوله : "شهد الله ". يشهد الله تعالى فى عوالم القدس ، وحظائر الجلال ، وسرادقات الصمدية ، والملآئكة يشهدون بهذه الشهادة فى السماوات ، وأولو العلم يشهدون بهذه الشهادة فى الأراضين.
وقال جعفر الصادق وقد سألوه عن هذه الآية : إن الله شهد لنفسه بالفردانية والصمدية والأحدية والأزلية ، ثم خلق الخلق ، فشغلهم بعبادة هذه الكلمة ، وذلك لأن شهادة الحق لنفسه حق ، وشهادتهم له رسم ، فكيف يستوى الرسم مع الحق ، ومن أين للتراب طاقة على تجلى نور رب الأرباب.
وقال سعيد بن جبير : كان حول الكعبة ثلاث مائة وستون صنما فلما نزل قوله تعالى : (شهد الله ) خرت الأصنام سجدا حول الكعبة
Bogga 59