156

وأما الزهرة وعطارد فإنه إذا كان كل واحد منهما شرقيا وكان موضعه المعدل أقل من موضع الشمس المعدل فهما صاعدان من وسط نطاقهما إلى ذروة أفلاكهما وإن كان موضعه المعدل أكثر من موضع الشمس وهو مغرب فهو هابط من وسط نطاقه إلى حضيض فلكه وإن كان تقويمه مثل تقويم الشمس ثم يؤخذ الفضل بينه وبين موضع الشمس وإن كان بينهما فضل يعمل به على حسب ما يعمل في الكواكب العلوية من الضرب والقسمة وأقوى دلالات الأشخاص العالية عند ممرات بعضها فوق بعض يظهر عند الموازاة القرانية وأما في المقابلات والتربيعات وسائر الأشكال فإن دلالتها تكون أقل ظهورا وأضعف تأثيرا

فإذ قد قدمنا ما يجب تقديمه فلنبدأ بذكر دلالات ممرات الكواكب بعضها فوق بعض في برج الحمل ونبدأ في ذلك ممرات زحل فوق الكواكب وممراتها فوقه ثم يتلوه من سائر الكواكب على جهة تصنيف مراكزها إن شاء الله

القول في ممرات زحل على الكواكب فنقول إنه إذا كان زحل المار فوق المشتري دل على قتال ملك بابل بعدة من النساء مع ما يظهر له من الأفعال الرديئة في أكثر بلدانه وسوء سيرته مع كثرة القحط ونزارة الأمطار وكثرة الطعام والزرع وإن كان المار فوق المريخ دل ذلك على كثرة الأمراض العارضة للصبيان مع كثرة السمائم في الزمان المناسب لذلك مع تكدر الجو وكثرة الغبار وإن كان المار فوق الشمس دل ذلك على تجديد ملك مع حروب في الناس وموت مع صلاح الأمطار وغزو أهل الأهواز للروم وحدوث حروب وكثرة الموت وغزارة الأمطار وهبوب رياح متوسطة الحركة وإن كان المار فوق الزهرة دل ذلك على تجديد ملك وحدوث حروب في الناس وموت مع توسط الأمطار وإن كان المار فوق عطارد دل ذلك على تجديد ملك وغزو أهل الأهواز للروم وحدوث حروب كثيرة وكثرة الموت وغزارة الأمطاروهبوب رياح متوسطة الحركة وإن كان المار فوق القمر دل ذلك على كثرة الحروب وغزارة الأمطار ومنفعتها

Bogga 328