Micraajka Ila Kashf Asraarta Minhaajka
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Noocyada
يعني فإن أحدنا قد يدرس فلا يحفظ أو لايحفظ إلا بدرس كثير والآخر قد يحفظ من أول وهلة لما كان حصول العلم عنده بالعادة بخلاف النظر فإن الناظرين إذا نظرا على الوجه الصحيح واستحضرا مقدمات النظر على سواء ولد نظرهما في الوقت الثاني.
قوله: فمن حيث يتمكن من استحضار المقدمات.
مثال ما ذكره أن ينظر ناظران في إثبات الصانع فاهتدى أحدهما أولا إلى النظر في ثبوت الأعراض ثم في حدوثها ثم في استحالة انفكاك الجسم عنها ثم عرف حدوث الأجسام ثم نظر في أن المحدث لابد له من محدث ثم عرف حينئذ أن للعالم صانعا فحصل له العلم في وقت يسير والآخر لم يهتد إلى ترتيب المقدمات على الفور وعرضت له مع ذلك وجوه اللبس ووردت عليه أنواع الشبه، فتأخر حصول العلم له عن حصوله للأول.
قوله: فمن حيث نظر على الوجه الصحيح.
مثاله أن ينظر ناظران في العالم فينظر أحدهما فيه على أنه محدث فيحصل له العلم بالصانع لكونه على الوجه الصحيح، والآخر اعتقد قدمه فنظر فلم يحصل له العلم لما نظر على الوجه الفاسد.
قوله: لضروب من اللبس تعرض.
اعلم أن وجوه اللبس كثيرة فقد يلتبس المدرك للمجاورة كما إذا وضع الزعفران في اللين فاعتقد المدرك له أنه أصفر وكمن يرى السراب مع ماصة من الصقالة واللمع فيلتبس عليه بالماء كذلك إلتباس العنبة بالأجاصة ونحو ذلك من الغلط في المناظر.
قوله: وكذلك الحساب.
يعني فقد يحتسب شخصان فيدعي كل واحد منهما في الحساب خلاف ما يدعيه الآخر ويعتقد كل واحد منهما أنه المصيب ثم ينكشف لأحدهما أن المصيب الآخر وقد يتبين انهما معاص مخطئان ولم يقتض ذلك أن الحساب غير موصل إلى العلم وكذلك الإدراك لايدل الإختلاف بين المدركين على أنه ليس بطريق إلى العلم.
قوله: وفي هذا خروجها عن كونها أدلة فضلاص عن كونها متكافئة.
يعني فلم سميتموها أدلة ووصفتموها بذلك مع أن الدليل ما أوصل إلى العلم.
Bogga 188