دولة الموحدين وبني مرين بعدهم وغيرهم آخذين بمذهبه. وآخذ بمذهب السلف وهم القليل، حتى كانت دولة سيدي محمد بن عبد الله العلوي، فعانق مذهب السلف هو وخواصه، وأظهره للجمهور، وهكذا ابنه أبو الربيع المولى سليمان كما تقدم.
وأما أهل المشرق فبعث الله عليهم في خلال هذه الدعوة عبادًا له أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وهم التتار، ثم تيمور، ثم نيضت نابغة أيضًا تدعوا إلى معارضة النقل بالعقل، فقيض الله لهم شيخ الإسلام الحراني وأصحابه، فكانوا يناضلون بسيف الحجة عن مذهب أهل السنة، ثم اختلط الأمر بعد ذلك ومرج، فمن آخذ بمذهب هؤلاء، ومن آخذ بمذهب هؤلاء.
وقد قال رسول الله ﷺ: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله" (١)." اهـ (٢)
وهذا الذي قرره الشيخ النتيفي ﵀ وغيره من العلماء ثابت موثق بمصادره والقائلين به خلافًا للدعوى العرية التي نحن بصدد إبطالها. ونقدم للقراء الكرام مثالًا واحدًا من ملوك المغرب وهو السلطان محمد بن عبد الله العلوي المتوفى (١٢٠٤ هـ) وكان مالكي المذهب، حنبلي الاعتقاد، مقتفيًا نهج