231

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله الحسن ابن أمير المؤمنين إلى معاوية بن صخر أما بعد، فإن الله (تعالى) بعث محمدا ((صلى الله عليه وآله وسلم)) رحمة للعالمين، فأظهر به الحق وقمع به الباطل وأذل أهل الشرك وأعز به العرب عامة وشرف به من شاء منهم خاصة، فقال: (تعالى) وإنه لذكر لك ولقومك فلما قبضه الله (تعالى) تنازعت العرب الأمر من بعده. فقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير فقالت قريش: نحن أولياؤه وعشيرته فلا تنازعوا سلطانه فعرفت العرب ذلك لقريش ونحن الآن أولياؤه وذو القربى منه ولا غرو إلا منازعتك إيانا بغير حق في الدين معروف ولا أثر في الإسلام محمود، والموعد الله (تعالى) بيننا وبينك ونحن نسأله (تبارك وتعالى) أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئا ينتقصنا به في الآخرة وبعد، فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ((رحمه الله)) لما نزل به الموت ولاني هذا الأمر من بعده، فاتق الله يا معاوية وانظر لأمة محمد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ما تحقن به دمائهم وتصلح به أمورهم والسلام.

ومن كلامه ((عليه السلام)) ما كتب في كتاب الصلح الذي استقر بينه وبين معاوية بعد أن رأى حقن الدماء وإطفاء الفتنة في ذلك وهو:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله محمد وسيرة الخلفاء الراشدين وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد لاحد من بعده عهدا، بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم وعلى أن اصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء بما أعطى الله من نفسه وعلى أنه لا ينبغي للحسن بن علي ولا لاخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول

Bogga 240