186

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

من أهل الإيمان امام لمن بعده من البررة المتقين.

وقال ((عليه السلام)): طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا أرض الله مهادا وترابها وسادا وماءها طيبا وجعلوا الكتاب شعارا والدعاء دثارا، إن الله أوحى إلى عبده المسيح ((عليه السلام)) أن قل لبني إسرائيل لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة واكف نقية وأعلمهم أني لا أجيب لأحد منهم دعوة ولأحد من خلقي قبله مظلمة.

وقال ((عليه السلام)): المؤمن وقور عند الهزاهز ثبوت عند المكاره صبور عند البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للاصدقاء، الناس منه في راحة ونفسه منه في تعب العلم خليله والعقل قرينه والحلم وزيره والصبر أميره والرفق أخوه واللين ولده.

وقوله ((عليه السلام)) لنوف البكالي: هل تدري يا نوف من شيعتي؟ قال: لا والله قال: شيعتي الذبل الشفاه الخمص البطون الذين تعرف الرهبانية والربانية في وجوههم رهبان بالليل أسد بالنهار، الذين إذا جنهم الليل اتزروا على أوساطهم وارتدوا على أطرافهم وصفوا أقدامهم وافترشوا جباههم تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى الله في فكاك أعناقهم.

وأما النهار فحلماء علماء كرام نجباء أبرار اتقياء، يا نوف شيعتي من لم يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولم يسأل الناس ولو مات جوعا، إن رأى مؤمنا أكرمه وإن رأى فاسقا هجره، هؤلاء والله شيعتي.

وقال نوف: عرضت لي حاجة إلى أمير المؤمنين ((عليه السلام)) علي بن أبي طالب، فاستتبعت إليه جندب بن زهير والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم، وكان من أصحاب البرانس المعبدين، فأقبلنا إليه فألفيناه حين خرج يؤم المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر متدينين

Bogga 195