Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Noocyada
منازل الاخيار ويمنحه صحبة الأبرار ويرفعه في الدنيا والآخرة، وبالعلم يطاع الله ويعبد وبالعلم يعرف ويوحد وبالعلم توصل الأرحام ويعرف الحلال والحرام فالعلم إمام العقل يلهمه الله السعداء ويحرمه الاشقياء.
وقال ((عليه السلام)): عليكم بالعلم فإنه صلة بين الأخوان ودال على المروءة وتحفة في المجالس وصاحب في السفر ومؤنس في الغربة وإن الله يحب المؤمن العالم الفقيه الزاهد الخاشع الحيي الحليم الحسن الخلق المقتصد المنصف.
وقال ((عليه السلام)): طلاب العلم ثلاثة أصناف فاعرفوهم بصفاتهم ونعوتهم، فصنف طلبوه للمماراة والجدل وصنف طلبوه للاستطالة والحيل وصنف طلبوه للتفقه والعمل.
فأما صاحب المماراة والجدل فمؤذ متأذ معترض للمقال في أندية الرجال، تحلى بتذكر العلم وخفة الحلم تسربل بالتخشع وتخلى عن الورع فدق الله في هذا خيشومه قطع منه حيزومه.
وأما صاحب الاستطالة والحيل فذو خب وملق مستطيل على أمثاله وأشباهه، لجوابهم هاضم ولدينهم حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره.
وأما صاحب الفقه والعمل فذو كآبة وخشوع وإنابة وخضوع، قد خشع في برنسه وقام الليل في حندسه يخشع داعيا مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه وحباه مغفرته ورضوانه.
وقال ((عليه السلام)) من تواضع للمعلمين وذل للعلماء ساد بعلمه، فالعلم يرفع الوضيع وتركه يضع الرفيع ورأس العلم التواضع وبصره البراءة من الحسد وسمعه الفهم ولسانه الصدق وقلبه حسن
Bogga 179