Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Noocyada
عظته، فالفصاحة تنسب إليه والبلاغة تنقل عنه والبراعة تستفاد منه وعلم المعاني والبيان غريزة فيه ونحيزة، فعصابة الفصحاء على تفاوت طبقاتها دونه وزمرة البلغاء على تباين حالاتها عيال عليه، فعيونها من بدائعه منبجسة وأنوارها من براعته مقتبسة. وها أنا الآن أورد مما روي عنه ((عليه السلام)) من درر بحره لآلئ تياره وجواهر معدنه وفرائد قلائده نبذة اقتصر عليها نظما ونثرا، فإن شعب كلامه كثيرة ومناهج قوله متعددة وله من الكلمات المستعذبة والألفاظ الرائقة والمعاني البديعة والحكم البليغة والنكت اللطيفة والمطالع المستنيرة والمقاصد المتينة والمواعظ النافعة والزواجر الصادعة والحجج القاطعة والخطب الجامعة والأبيات الرائعة، ما يعلو رتبة عن أن يشهد له فاضل أو يصفه بل هو على الحقيقة شاهد بكمال فضل من عرفه فعرفه.
وقد جعلت المقصد المطلوب منه منحصرا في قسمين الأول من كلامه المنثور والثاني من كلامه المنظوم.
[القسم الاول فى كلامه المنثور]
الاول المنثور وهو خمسة أنواع الأول في العلم والعقل والثاني في صفة الدنيا والثالث في صفة المؤمنين الرابع في الحكم والأمثال الخامس في الخطب والمواعظ.
[النوع الأول في العلم والعقل]
الأول ما نقل عنه في العلم والعقل قال ((عليه السلام)): تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربه، فهو معالم الحلال والحرام ومسلك إلى الجنة ومؤنس في الوحدة وصاحب في الغربة ودليل على السراء والضراء وسلاح على الأعداء وزين الاخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم ترغب الملائكة في خلقهم ويسبحون لهم في عبادتهم ويضعون لهم اجنحتهم، يستغفر لهم حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه، فالعلم حياة القلوب ونور الأبصار من العماء وقوة الأبدان من الضعف ينزل الله (تعالى) حامله
Bogga 178