141

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

الخندق كلهم عنها.

ومنها ما هو زائد على ذلك لم أر الإطالة بذكره وهذه من معجزاته ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فإن إصدار الخلق الكثير والجم الغفير من طعام يسير يكاد يأكله الواحد الجائع من المعجزات العظام التي تقضي العقول بأنها من خرق العوائد.

ثم عاد الكلام إلى المقصود فلما فرغ رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من الخندق أقبلت قريش بأحابيشها وأتباعها من أهل كنانة وأهل تهامة في عشرة آلاف، وأقبلت غطفان ومن تبعها من أهل نجد ونزلوا من فوق المسلمين ومن أسفل منهم كما قال الله (تعالى): إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم فخرج النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بالمسلمين، وجعلوا الخندق بينهم وبين القوم والمسلمون في ثلاثة آلاف، ووافقت اليهود المشركين على رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) واشتد الأمر على المسلمين كما قد وصف الله (تعالى) هذه القصة في سورة الأحزاب، وطمع المشركون بسبب كثرتهم وموافقة من وافقهم فركب فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبد ود وكان من مشاهيرهم ومنهم عكرمة بن أبي جهل. وتواعدوا للقتال وأقبلوا تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق، ثم قصدوا مكانا من الخندق ضيقا فضربوا خيلهم فاقتحمت منه وعبروه، وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وبين المسلمين، فحينئذ خرج علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) وأخذ نفرا من المسلمين، وبادر إلى الثغرة التي عبروا فيها من الخندق فقطع عليهم، فجاءوا وقصدوه وأقبل عمرو بن عبد ود وقد جعل له علامة ليعرف مكانه وتظهر شهامته، فلما وقف ومعه ولده حسل وأصحابه قال: من يبارز فقال علي: أنا أبارزه فقال: النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «إنه عمرو» فسكت فقال عمرو: وهل من مبارز ثم جعل يؤنبهم ويقول: أين جنتكم التي تزعمون إن من قتل منكم دخلها أفلا يبرز إلي رجل [منكم] فقال: أنا له يا رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)

Bogga 150