130

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

سفهاءكم فاتبعوه فتخرجوه إلى غيركم فيفسدهم ويستتبعهم، وله من عذوبة القول وطلاقه اللسان واستمالة القلوب ما قد علمتم، والله لئن فعلتم ليجمعن الناس ويقاتلكم ويخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم فقالوا: صدق الشيخ النجدي.

فقال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي لا أرى غيره وهو أن تأخذوا من كل بطن من بطون قريش غلاما وسطا لتدفعوا إلى كل غلام سيفا فيضربوا محمدا ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرق دمه في قبائل قريش كلها ولا يقدر بنو هاشم على حرب قريش كلها، فيرضون بالعقل فتعطونهم عقله وتخلصون منه.

فقال لهم إبليس- لعنه الله-: هذا الرأي وقد صدق فيما أشار به وهو أجود رأيكم فلا تعدلوا عنه، فتفرقوا على قول أبي جهل مجتمعين على قتل النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)).

فأتى جبرائيل ((عليه السلام)) النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فأخبره بذلك وأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه، واذن الله (تعالى) له في الهجرة. فلما علم النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بمكرهم وما عزموا عليه ونهاه جبرائيل أن ينام في مضجعه، أمر عليا ((عليه السلام)) بأن يبيت في المضجع الذي كان يبيت فيه النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فقال: «اتشح ببردي الحضرمي فإنه لن يخلص إليك منهم امر تكرهه».

ثم خرج رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وأخذ قبضة من تراب، فأخذ الله (تعالى) أبصارهم فلم يبصروه ونزل التراب على رءوسهم.

وبات علي ((عليه السلام)) في المضجع والمشركون مجمعون على أخذه وقتله ولم يضطرب لذلك قلبه ولا اكترث بهم، فلما أصبحوا ثاروا إليه فرد الله كيدهم فقالوا: أين صاحبك فقال: لا أدري.

Bogga 139