وأما الإمام عبد الله ابن فيصل فقد نصحت له كما تقدم أشد النصح وبعد مجيئه لما اخرج شيعة عبد الله سعودا وقدم من الأحساء ذاكرته في النصيحة وتذكيره بآيات الله وحقه وإيثار مرضاته والتباعد عن أعدائه وأعداء دينه أهل التعطيل والشرك والكفر البواح واظهر١ التوبة والندم، واضمحل أمر سعود وصار مع شرذمة من البادية حول آل مرة والعجمان وصار لعبد الله غلبة ثبتت بها ولايته على ما قرره الحنابلة وغيرهم، كما تقدم أن عليه عمل الناس من إعصار متطاولة ثم ابتلينا بسعود٢ وقدم علينا مرة ثانية وجرى ما بلغكم من الهزيمة٣ على عبد الله وجنده ومر بالبلدة منهزما لا يلوي على أحد وخشيت من البادية وعجلت إلي سعود كتابا في طلب الأمان لأهل البلدة وكف البادية عنهم وباشرت بنفسي مدافعة الإعراب مع شرذمة قليلة من أهل البلد ابتغاء ثواب الله ومرضاته.
فدخل سعود البلد وتوجه عبد الله إلي الشمال وصارت الغلبة لسعود والحكم يدور مع علته، وأما بعد وفاة سعود ٤ فقدم الغزاة ومن معهم من الأعراب العتاة والحضر الطغاة فخشينا الإخلاف وسفك الدماء وقطيعة الأرحام بين حمولة آل مقرن ٥ مع غيبة عبد الله ٦ وتعذرت مبايعته بل ومكاتبته ومن