وأنصاره وعند وداعه أوصيته بالاعتصام الله وطلب النصر منه وحده وعدم الركون إلي الدولة الخاسرة١ ثم قدم علينا سعود بمن معه من العجمان والدواسر وأهل الفرع وأهل الحريق وأهل الأفلاج وأهل الوادي٢ ونحن في قلة وضعف وليس في بلدنا٣ من يبلغ الأربعين مقاتلا وخرجت إليه وبدلت جهدي ودافعت عن المسلمين ما استطعت خشية استباحته البلدية، ومعه من الأشرار وفجار القرى من يحثه على ذلك ويتفوه بتكفير بعض رؤساء بلدتنا وبعض الأعراب يطلقه بانتسابهم إلي عبد الله ٤ ابن فيصل.
فوقى الله شرإ تلك الفتنة ولطف بنا ودخلها بعد صلح وعقد وما جرى من المظالم والنكث شيء دون ما كنا نتوقعه، وليس الكلام بصدده وإنما الكلام في بيان ما نراه ونعتقده وصارت له ولاية بالغلبة والقهر تنفذ بها أحكامه وتجب طاعته في المعروف كما عليه كافة أهل العلم على تقادم الإعصار ومر الدهور وما قيل من تكفيره لم يثبت لدي فسرت على آثار أهل العلم واقتديت بهم في الطاعة في المعروف وترك الفتنة وما توجب من الفساد على الدين والدنيا والله يعلم أني بار راشد في ذلك ومن أشكل عليه شيء من ذلك فليراجع كتب الإجماع كمصنف ابن حزم ومصنف ابن هبيرة وما ذكره الحنابلة وغيرهم وما ظننت أن هذا يخفي على من له أدني تحصيل وممارسة وقد قيل: سلطان ظلوم خير من فتية تدوم.