إذا تقرَّر هذا فاعلم أنَّ جنس العرب أفضل من جنس العجم، كما أن جنس الرجل أفضل من جنس المرأة، وأمَّا باعتبار ألأفراد أو أشخاص، فقد يوجد من النَساء ما هو أفضل من ألوفٍ من الرجال كمريم وفاطمة وعائشة. وقد يوَجد من العجم ما هوَ أفضلُ من ألوفٍ من العرب كصهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وغيرهم فإنَ كل واحدٍ منهم أفضلُ من ألوَفٍ من العرب بل أفضلُ من ألوفٍ من قريشٍ وبني العبًاس والأشرافْ ويصحُ أن نقوَل: إنَ كل واحدٍ من مثل سلمان وبلال وصهيب لصحبة رسول الله - (- أفضلُ من جعفر الصادق وموسى الكاظم، وأفضلُ من أبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد.
وهل يصح أن يُقال إن الواحد من الصحابة أفضلُ من جميع أمة محمد من غير الصحابة المشتملة على الأقطاب والأنجاب والأبدال والعلماء والشهداء والأولياء؟ الظاهر صحة ذلك وإن كان العق يأبى ذلك ويستبعده. لا سيما في الهيئة الاجتماعية من الفضل والقوة غاية المزية فليتامل.
والدليل على فضل العرب من وجهين، من المنقوَل والمعقوَل:
1 / 35