13

Masbuk Dhahab

مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب

Baare

الدكتور نجم عبد الرحمن خلف

Daabacaha

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية - الرياض - طريق الحجاز

Noocyada

Fiqiga
مُشْتَغلُونَّ ببعضِ العُلُوَم العَقْلية المَحْضَة كَالطِّبِّ أو الحِسَاب أو المَنْطِقِ ونحوه. إنَما علمُهُمْ ما سَمَحَتْ بهِ قًرَائِحُهُمْ مِنَ الشِّعْرِ والخُطَبَ أو ماَ حَفِظُوه مِنْ أنْسَابهِمْ وأيَّامِهم، أو ما احْتَاجُوَا إليه في دنياهم مِنَ الأنواء والنُجوَم، أو الحُروب، فلما بعثَ الله محمدًا - (- بالهُدَى الذي ما جَعَلَ الله. في الأرضَِ مِثْلَهُ تَلَقُّوَهُ عَنْهُ بعدَ مُجَاهَدَتِهِ الشديدةِ لهم، ومعالَجتهم على نقلهم عن تلكَ العاداتِ الجَاهِليَّةِ التي كانت قد أحالتْ قلوَبَهُمْ عن فِطْرَتِهَا، فلمَّا تلقَوا عنه ذلكَ الهُدَى زَالَتْ تلكَ الرُّيُوَن عن قلوَبهِمْ واسْتَنَارَتْ بهدي الله فَأخذوا هذا الهدي العظيم بتلكَ الفِطْرةِ الجيدةِ فاجتمِعَ لهم الكَمَال التَامُ بالقوة المَخْلُوَقَةِ فيهم، والهُدَى الذي أنزلَهُ عليهم، ثُمَّ خصَّ قُريشًا على سائرِ العَرَبِ بما جعل فيهم خلافَةَ النُبُوةِ وغير ذلكَ من الخَصَائِصِ، ثُمَّ خَص بني هَاشِمٍ بتحريمِ الصَّدَقَةِ، واستحقاقِ قِسْطٍ مِنَ الفَيءِ إلى غيرِ ذلكَ من الخَصَائِصِ، فأعطى الله - سبحانه - كل درجة من الفَضْلِ بحسبِهَا والله عليمٌ حكيمٌ (الله يَصْطَفِي مِنَ الملائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ) (الله أعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاته) . واعلم أنًهُ ليسَ فَضْلُ العَرَبِ ثمَّ قُرَيْشٍ ثُم بني هَاشِمٍ بمجردِ كَوَْنِ النبي - (- مِنْهُمْ كما يُتَوهمُ وإنْ كانَ هوَ ﵇ قد زَادَهُمْ فضلًا وشرفًا بلا

1 / 41