وثم زاد ارتباك مروان، وتعاظم خباله؛ أمام جيش الخراسانيين فكان - كما يقول المؤرخون - لا يدبر شيئا إلا كان فيه الخلل والفساد.
أراد أن يشجع رجال جيشه وهم يقتتلون فأمر بأموال فأخرجت وقال للناس: «اصطبروا وقاتلوا فهذه الأموال لكم.»
فانعكست الآية، وتهافتت فئة منهم على ذلك المال فجعلت تصيب منه.
فلما قالوا له: «إن الناس قد مالوا عن هذا المال، ولا تأمنهم أن يذهبوا به.» أراد أن يتدارك هذا الخطأ، فوقع فيما هو شر منه؛ فقد أرسل إلى ابنه «عبد الله» أن يسير في صحابته إلى مؤخر عسكره فيقتل من أخذ من ذلك المال ويمنعهم! فماذا كانت النتيجة؟
رأى الناس «عبد الله» وقد مال برايته وأصحابه فحسبوهم مولين؛ فصاحوا «الهزيمة»، فكانت الهزيمة الشاملة!
وبمثل هذه التصرفات العجيبة المربكة الخاطئة اندحر الجيش الأموي وانهزم مروان في موقعة «الزاب» شر هزيمة.
قالوا: «وقطع الجسر، فكان من غرق يومئذ أكثر ممن قتل.» (1-3) فرار الخليفة
كذبتم أمير المؤمنين لا يفر.
قالوا: «وانهزم مروان حتى وصل مدينة الموصل، فناداهم أهل الشام «هذا مروان!» فقالوا: كذبتم أمير المؤمنين لا يفر. (1-4) طريق الفرار
ولكن أمير المؤمنين قد فر وأمعن في فراره، فما يكاد يستقر بموضع حتى تداهمه طلائع العدو، فيغادره هاربا إلى موضع آخر.
Bog aan la aqoon