1
وروي أيضا أن كلمة «عبر» - كما جاءت في معجم لسان العرب - قد تعربت، ومعناها جانب النهر أو جانب الوادي، وأنها بفتح العين شاطئه وناحيته. وعلى هذا كان المعنى أن إبراهيم أو العبري قد انفرد بناحية - أو بمعرفة الله - وسائر الأمم في ناحية أخرى. كذلك عرفت لغة العبريين باللغة العبرية أو العبرانية.
ولقد كان العبريون يسكنون قطعة صغيرة من الأرض على الشاطئ الغربي لنهر الفرات، وكانت أور الكلدة - وطن تيراه والد «أبراهام» - أقرب كثيرا إلى الخليج الفارسي الذي كان يومئذ أكثر بعدا من جهة الشمال منه الآن، وفي اتجاه الجنوب الغربي امتدت شبه جزيرة العرب التي كانت القبائل الغربية تقوم بزراعة بعض أراضيها.
وكان العرب الصميمون كأجداد تيراه في جماعة من أبناء عبر. ويقال : إن اسم عبري مشتق من أبراهام، وهو الذي يقابله في اللغة العربية إبراهيم.
وفي التوراة أن «عبر» من أولاد سام بن نوح، ومنه أيضا تسلسل الآشوريون والآراميون. وهؤلاء وهؤلاء يتكلمون لغات وثيقة القربى؛ أي اللغات السامية. أما لغة الكنعانيين فهي أقرب اللغات إلى العبرية، على أن التوراة قد سلكت الآشوريين والآراميين مع المصريين في التسلسل من شام شقيق سام.
هذا؛ ويبدو أن العبريين قد أقاموا في أرض كنعان من القرن السادس عشر قبل الميلاد، وأنهم ملكوها بالوسائل السلمية؛ أعني بالمفاوضات والمعاهدات مع رؤساء كنعان الوطنيين، وأن العبريين كانوا شعبا حرفته رعي الخراف والماعز، وأنهم كانوا ينتقلون بها من مرعى إلى آخر، غير أن تربة الأرض الفلسطينية قد دعتهم إلى الاشتغال بالزراعة. وقد تم هذا تدريجيا. كذلك جاءت إلى هناك جماعات من أراضي الصحراء، أما إبراهيم فقد غرس خيامه حول حبرون. هذا؛ وقد تألف من سبط يهودا وسبط بنيامين بالتدس أناس يقال لهم: بنو يهودا. وأما الثانية فقد تألفت من العشرة الأسباط الباقية في مدينة شمرون «أي نابلس»، وكان يقال لهم: بنو إسرائيل، فلما انقرضت المملكة الثانية أصبح اليهود جميعا خاضعين لملوك بني يهودا إلى أن قدم بختنصر، وخرب القدس؛ مما أدى إلى هجرة اليهود جميعا إلى بابل؛ وهناك عرفوا باسم بني يهودا، وكان يقال لكل منهم: «يهودي». (4) الموسويون
ومما يطلق على اليهود اسم الموسويين؛ نسبة إلى النبي موسى عليه السلام.
وقد أقام إسحاق في جيرار والنجب. وكذلك فعل يعقوب الذي يطلق عليه أيضا اسم «إسرائيل» كما قدمنا. هذا؛ وقد كان عدد القبائل الإسرائيلية 12 مقسمة قسمين: أولها قد تناسل من السيدة ليا أو ليئة، وهن زوجات إسرائيل، وروبين وشمعون وليفي جودا وإيزاكار وزينولون. وثانيهما تناسل من السيدة راشيل، ومنه يوسف وبنيامين كما قدمنا.
ولقد كانت الأقوام التي سكنت فلسطين إلى عهد الإسرائيلية في ازدياد؛ لأن هؤلاء جاءوا من نسل الحظايا كما اتخذوا زوجات أجنبيات؛ فتميزوا عن جيرانهم ومساكنيهم الذين احتفظوا بنقاء أصولهم.
على أن هؤلاء الأمراء الوطنيين حين راعهم تدفق اليهود على فلسطين؛ عمدوا إلى اضطهادهم؛ فكانوا ينزحون إلى مصر، فلبثوا فيها إلى أن أرغمهم الاضطهاد على مغادرتها. (5) السامرة
Bog aan la aqoon