============================================================
المسائا المشكلة فموضع (من) الأولى نصب على أنه ظرف، والثانية نصب على أنه في موضع المفعول به، و(فيها) صفة للجبال، و(من) الثالثة للتبيين، كأنه ييين من أي شيء هذا المكثر، كما تقول: عنده حبال من المال، فيكثر ما عنده منه، ثم ثبين المكثر بقولك: من المال.
ويحتمل أن يكون موضع (من) في قوله: (من حبال) نصبا على الظرف، على أنه منزل منه، ويكون موضع (من) في قوله: من برد) نصبا كأنه: ينزل من السماء من حبال فيها بردا، ويكون (الجبال) على هذا التأويل تعظيما لما يتزل منه من السحاب.
ويحتمل أن يكون موضع (من) في قوله: لامن جبال لما نصبا، على أنه مفعول به، كأنه في التقدير: وينزل من السماء جحبالا فيها برد، ويكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما ينزل من السماء من البرد والمطر، ويكون (من برد) رفع الموضع بالظرف في قول سيبويه والأخفش، ولا يكون فيها ضمير مرفوع للموصوف، لصيرورة موضع قوله: (من برد) رفعا به.
وقد جعلنا (من) في بعض هذه التأويلات زائدة في الإيجاب، وذلك مذهب أبي الحسن الأخفش والكسائي. وحكى أبو الحسن أهم يقولون: قد كان من مطر، وكان من حديث، يريدون: كان مطو، وكان حديث، ولم يجز سيبويه هذا، فقال: ولا يفعلون هذا بامن) في الواحب، يريد أن (من) لا تزاد كما زيدت الباء في: كفي بالله ل، وليس يزيد. وحمل أبو الحسن على هذا قوله تعالى: فكلوا مما أمسكن عليكم [لمائدة: 4]، وإذا تبتت رواية ثقة مما يدفعه قياس لزم قبوله واستعماله، ولم يجب دفعه. وجعل آبو الحسن (من) زائدة في التأويل الأول الذي ذكره في الآية.
فأما أنا فجعلت (من) الثانية في الآية في التأويل الأول زائدة منصوبة الموضع على أته مفعول به والثالثة للتبيين، وجعلت الثانية في التأويل الثاني نصبا على الظرف، والثالثة زائدة في موضع نصب المفعول به، وجعلت (من) الثانية في التأويل الثالث زائدة نصبا على المفعول، والثالثة أيضا زائدة رفعا على أثه مرتفع بالظرف، وحعلت (من) الأولى في الآية في التأويلات الثلاثة نصبا على الظرف.
فأما أبو الحسن فجعل (من) الثانية، والثالثة، في الآية في التأويل الأول زائدة. فأما موضعها من الإعراب، فالأول نصب على أنه مفعول به، وهي الثانية من الآية، وموضع (من) الثالثة في الآية رفع بالظرف، وهذا هو التأويل الثالث الذي ذكرناه نحن.
Bogga 83