هو السحاب المذكور في قوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ﴾ ١ إلخ. وفيه آثار معروفة.
(٤١) العبد مأمور بالصبر على المقدور، وأن يطيع المأمور، وإذا أذنب استغفر
كما قال تعالى ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ﴾ ٢ الآية. فمن احتج بالقدر على ترك الأمر، وجزع مما يكره من القدر، فقد عكس الإيمان والدين، وإن ادعى أنه من أكبر الأولياء المحققين. تجد أحدهم أجبر الناس إذا قدر، وأذل الناس إذا قهر، وأعظمهم جزعا، لما جربه الناس من أصناف الناس، والمؤمن إذا قدر عدل وأحسن، وإذا قهر صبر واحتسب، كما قال كعب:
ليسوا مفاريحا إن نالت رماحهم. وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾ ٣ الآية، وكذلك في آخر السورة وفي وسطها وفي يوسف: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ﴾ ٤ الآية. فالصبر يدخل فيه الصبر على المقدور، والتقوى فعل المأمور وترك المحظور، فمن جمع هذا وهذا فقد جمع له الخير، بخلاف من عكس.
(٤٢) لأهل التعطيل شبهات في العلو
يعارضون بها الكتاب والسنة، والإجماع والفطر، والدلائل العقلية؛ فإنها متفقة على أنه سبحانه فوق
_________
١ سورة البقرة آية: ٢١٠.
٢ سورة غافر آية: ٥٥.
٣ سورة آل عمران آية: ١٢٠.
٤ سورة يوسف آية: ٩٠.
1 / 30