فيقول: لا١.
فيقال له: فلِم جعلت الضحك أعلا من الذي وصفنا من الكلام السيئ؟
فيقول: ما ذكر عن النبي٢ صلى الله عليه (وسلم) ٣ ولا يستطيع أن يحتج في الفصل بينهما بأكثر من هذا.
فيقال له: فلِم عذرت نفسك إن اتبعت حديثًا منقطعًا٤ مرسلًا٥.٦ بإيجاب الوضوء على الضاحك في الصلاة، وعبت
١ قال محمد بن الحسن: (قلت: أرأيت الكلام الفاحش هل ينقض الوضوء؟ قال: لا) . كتاب الأصل ١/٥٨، وانظر: بدائع الصنائع ١/١٥٣.
٢ أحاديث الوضوء من الضحك في الصلاة استقصاها الزيلعي في نصب الراية، وذكر ما قاله أهل العلم فيها من توثيق أو تضعيف، واتصال أو إرسال.
انظر: نصب الراية ١/٤٧ـ٥٤، وانظر: سنن الدارقطني ١/١٦١ـ١٧٥.
(وسلم) إضافة من ع.
٤ المنقطع: هو الذي سقط من إسناده رجل أو ذكر فيه رجل مبهم.
انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص٥٧، اختصار علوم الحديث ص٥٣.
٥ المرسل: هو ما سقط منه الصحابي ورفعه التابعي إلى الرسول ﷺ صغيرًا كان أو كبيرًا.
انظر: شرح نخبة الفكر ص١٧، علوم الحديث لصبحي ١٦٦.
٦ لعلة يريد حديث أبي العالية قال: كان النبي ﷺ يصلي بأصحابه يومًا فجاء رجل ضرير البصر فوقع في ركية فيها ماء، فضحك بعض أصحاب النبي ﷺ، فلما انصرف رسول الله ﷺ قال: "من ضحك فليعد وضوءه ثم ليعد صلاته".
رواه عبد الرزاق في مصنفه ٢/٣٧٦، ورواه الدارقطني في سننه ١/١٦٨، وابن أبي شيبة في مصنفه ١/٣٨٨. قال البيهقي بعد أن رواه: (هذا حديث مرسل، ومراسيل أبي العالية ليست بشيء، كان لا يبالي عمن أخذ كذا قال محمد بن سيرين) . السنن الكبرى ١/١٤٦، وانظر: نصب الراية ١/٥٠ـ٥١.
ورواه الطبراني في معجمه الكبير موصولًا عن أبي العالية عن أبي موسى- الأشعري- انظر: نصب الراية ١/٤٧. قال الهيثمي: (فيه محمد بن عبد الملك الدقيقي ولم أر من ترجمه، وبقية رجاله موثقون، وقال في موضع آخر: رجاله موثقون، وفي بعضهم خلاف) .
وجاء في الهامش- تعليقًا على كلام الهيثمي-: (قلت: قد ترجمه المزي في التهذيب، وهو ثقة لا طعن فيه، وعلة الحديث إنما هي الانقطاع، فإن راويه لم يسمع من أبي موسى- كما في هامش الأصل-) . مجمع الزوائد ١/٢٤٦، ٢/٨٢.