Buugga Masabihka Min Ahbar Al-Mustafa Wa Al-Murtada
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Noocyada
[اختيار ابن زياد لتولي الكوفة]
فقال: مالها إلا عبيد الله بن زياد، وكان عامل البصرة، وكان يزيد واجدا عليه وهم بعزله، فكتب إليه بولايته على الكوفة مع البصرة، وأمره أن يدس إلى مسلم حتى يأخذه، فخرج عبيد الله بن زياد حتى أتى الكوفة فدخلها متلثما، فجعل يمر بمجالسهم يسلم عليهم فيردون عليه وعليك السلام يا بن رسول الله، وهم يرون أنه الحسين بن علي عليهما السلام، فنزل القصر ودفع إلى حمصي أربعة آلاف درهم وقال: تعرف موضع مسلم بن عقيل، فإذ لقيته فادفع إليه هذا المال وقل له تستعين به على أمرك.
فخرج وفعل ورجع إلى ابن زياد فأخبره بتحول مسلم إلى منزل هانئ بن عروة المرادي، ودخل على ابن زياد وجوه أهل الكوفة ومعهم عمر بن حريث ومحمد بن الأشعث وشريح بن هانئ، فلما صاروا عنده قال لهم: أين هانئ بن عروة، فخرج ابن حريث ومحمد بن الأشعث وشريح حتى أتوا هانئا وقالوا: إن الأمير قد ذكرك.
قال: مالي وللأمير، فلم يزل به حتى ركب إليه، فلما رآه قال: أين مسلم بن عقيل؟
قال: والله ما أنا دعوته ولو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه، فرماه بالعمود فشجه.
وبلغ مسلما خبره فخرج، وأشرف رجال من أهل الكوفة، فرأوا قومهم وأشرافهم عند ابن زياد فانصرفوا عنه حتى ما أمسى مع مسلم إلا أربع مائة.
وجاء أصحاب ابن زياد، فقاتلهم مسلم قتالا شديدا حتى اختلط الظلام فتركوه وحده، وانقلب يدور في أزقة الكوفة، فخرجت امرأة فقالت: يا عبد الله ما يقيمك هاهنا؟
قال: اسقيني ماء، فأتته به، فشرب وجلس حتى صليت العشاء الآخرة، وخرجت المرأة فقالت: إن مجلسك هاهنا مجلس ريبة.
قال: فيك خير؟
قالت: نعم.
قال: فإني مسلم بن عقيل. فأدخلته منزلها، فما كان بأسرع من أن دخل ابنها فقال:من هذا؟
Bogga 330